الثلاثاء، 28 يونيو 2011

سوريا الشعب سوريا المعارضة وسوريا النظام

ما زال الضباب يحيط بكل ما يحصل في سوريا، حيث مروحة الاحتمالات تغطي حيزا كبيرا يشمل كل ما يتردد في الاوساط السياسية وعلى وسائل الاعلام، من نظرية المؤامرة التي يروج لها النظام الى مطالب الشعب السوري المحقة وصولا الى التيارات الدينية المتطرفة التي اولها الاخوان وليس اخرها 
وفي ظل غياب اي مرجع صالح، خاصة اعلاميا صار من شبه المستحيل معرفة حقيقية ما يجري على ارض الواقع، فلا الاعلام الرسمي يمكن الركون اليه ولا المحطات الاخرى التي ليس لها اساسا تواجد فعلي على الاراضي السورية، ناهيك عن النيات المبيته لدى معظمها اتجاه هذا الملف الحساس. 
 تحت كل هذه الظروف انعقد مؤتمر المعارضة، اختار دمشق العاصمة في قلب الوطن، حيث له رمزية او دلالة حمالة اوجه، هل فعلا يريد النظام السوري القائم اليوم التفاوض مع المعارضة بحيث سمح لها ان تجتمع في دمشق؟ هل هذه المعارضة تعبر فعلا عن الشارع السوري؟ هل هو مجرد مؤتمر فلكلوري بالتعاون مع نظام ؟
هي اسئلة كثيرة وكلها مشروعة في غياب اي معطيات كافية، خاصة ان القمع العسكري من قبل النظام السوري لم يتوقف حتى خلال اعمال المؤتمر الميمون. والاصلاحات الموعودة حتى اليوم لا تتعدى وعودا وكلاما لم يتحول ولو في ابسط معانيه الى واقع ملموس 
وبين هذا وذاك من الشد والرخي والتجاذب الداخلي والخارجي حول الاوضاع في سوريا، وكما هي العادة دوما ودائما، يدفع كل الشعب السوري الثمن، وهو بالتاكيد خارج اي معادلة للنظام وعلى هامش اي مطالبة للسواد الاعظم من المعارضين . 
سوريا اليوم وغدا ليس كما كانت ولن تعود كما كانت، والرهان اليوم على الشعب السوري وخياراته للمرحلة القادمة، خاصة ان لسوريا دور اساسي انتزعته عبر عقود ماضية في تحديد شكل وهوية المنطقة، وليس من شك ان اي نظام جديد سيحكم سوريا سوف ينعكس على كل المحيط الاقليمي والعربي وبالتالي على سياسة الدولية اتجاه المنطقة 
شعب سوريا اليوم ليس على عتبتغير نظامه فقط بل هو هلى عتبتة رسم مرحلة جديدة لكل المنطقة، ولا غلو في القول ان الشعب السوري بتاريخه وحاضره ومستقبله يشكل الضمانة والثقة لسووريا التي يستحقها شعبها كما يحب ويريد لها