السبت، 26 فبراير 2011

بري VS قذافي

اليوم تحمس رجال امل للثورة الليبية وحدها من دون كل الثوراة بما فيها البحرين، وبكل صدق وعفوية هم يدعمون الشعب ضد هذا الطاغية الذي استمر في الحكم كل هذا الزمن، اما قضية الامام موسى الصدر فما هي الا تفصيل من ضمن التفاصيل التي يناضل من اجلها رجال حركة المحرومين الى جانب اخوانهم الليبيين
اليوم اصابهم الحماس لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن اجل الديمقراطية وتداول الحكم، نعم حركة امل برئيسها نبيه بري مع تداول السلطات من اجل مجتمع عربي حر وديمقراطي ، لكن طبعا ليس في لبنان بل في ليبيا او اي مكان اخر 
لنتذكر تواريخ مجلس النواب اللبناني، وهو اقصى ما يستطيع ان يصل اليه سياسي شيعي، من يحكمه منذ 1992 ومن دخل في الصفقات والتنازلات من اجل ان يبقى قائما عليه وفوقه، الم يوافق على اخراج المجرم سمير جعجع من السجن ضمن صفقة لبقائه على رأس مجلس النواب 
ولمن يقول انه منتخب ، عذرا فالقذافي ومبارك وبن علي ايضا منتخبين ومن الشعب مباشرة، وهم حسب ميزان الديمقراطية العربية وخاصة البدعة اللبنانية التي تسمى ديمقراطية توافقية ممثلون عن الشعب وخدمه، كلهم بشكل او باخر في نفس السلة من لبنان الى اخر نظام عربي،فساد وتمسك بالسلطة وتوريث( الا سعد الحريري فقد اتى الى السلطة بسبب تاريخه السياسي ونضاله الطويل في صفوف الشعب )
من الغريب كيف تتحول كل الاحداث الكبير في العالم الى استثمارات تافهة في السوق اللبناني وكيف يتعاطى السياسيون واصحاب الحكم معها وكان كل ما يحدث هو مؤامرة علينا او لسبب يتعلق بنا 
متى سيعون ان الدنيا تسير قدما من دوننا ونحن وحدنا غارقون في تفاهتنا الطائفية، داخل هذا الوطن المتشرذم وهو اقل من ان يكون وطنا بكل مكوناته فكيف وهو مقسم ومشرذم بين طوائفه ومذاهبه
اليوم نأمل ان تنتقل العدوة من الشباب العربي الينا في لبنان  فنهب شبابا يدا واحدة ضد الكثير من القذافيين والمباركيين الذين يتحكمون بهذا الذي لم يعد وطنا على الاقل لشعبه الذي يرزح تحت ضغط مصالحهم وشركاتهم وفسادهم

الجمعة، 25 فبراير 2011

اليوم بداية غدنا

كم هو جميل ما نراه ، اتى بعد يأس وفقدان امل وانهزام نتحمل اللوم عليه، يإسنا من انفسنا لكن الشباب لم ييأسوا ، فقدنا الثقة بغدنا ، لكن الشباب ارجعوا لنا ما فرطنا به 
كم نحن خجلون من بعض ما اعترانا من خوف وتقاعس، ومن استسلام لواقع مرير كاد يسحلنا، لولا بعض من شجاعة اعادتنا الى صوابنا 
اليوم سقطت الحجج والراهانات العقيمة، اليوم ما روج له انه افكار ولغة خشبية  يعيد تشكيل الخارطة في كل مكان ، شعوب العالم العربي التي قيل وقال بعضنا عنها انا في سبات لن تستيقظ منه ، هي اليوم تقلب الارض وتزلزلها تحت اقدام الانظمة الفاسدة والتي قهرتها واستغلتها لعقود، اليوم نحن امام مسؤولياتنا وعلينا جميعا ان نتحرك نحو غدنا، لم تعد لدينا حجة الانهزام ولا عقدة الخوف ولا الكثير مما روج لنا فقبلنا به 
اليوم اما ان نقوم معا لصناعة غدنا او فلنمت في حزننا وضعفنا

من 14 الى 8 قرف مستمر

كما انتم سخيفون ، ممتهنون ، غارقون في تفاهاتكم اليومية والصغيرة ، تظنون صدقا ان العالم بل الكون يدور حولكم، تتعلقون كالطفيليات على جسد هذا الوطن ، ورغم ذلك تتبجحون انكم عماده واساس بنيانه ، من اقصاكم الى اقصاكم ترددون نفس النغمة باللحان مختلفة، لكنها كلها مملة وعقيمة  وغارقة في تفاصيل طوائفكم ومذاهبكم العفنة
بعضكم وان كان لا يرقى الشك الى دوره الكبير في تحرير الجنوب وهزم اسرائيل تكرارا ، الا انه اغرق المقامة والوطن في تفاهاته الصغيرة وحساباته المذهبية والطائفية ، وان كان حرر الوطن الا انه يساهم اليوم في دفعه نوح التقسيم والشرذمة والمزيد من الانقسام بين ابناءه
بينما نقضيمكم في الحكم وشريككم في الجريمة ضد الوطن، وصل الى حضيض العمل السياسي ، وهم اليوم من مجرمهم سمير جعجع الى اخطبوط المال سعد الحريري ، يصيبوننا بالقرف من كثرة ما اعادوا علينا نفس الخطاب الكاذب والتمجق بالشعارات الفارغة، من طلب الحقيقة عن مقتل احد اكثر السياسيين الفاسدين في تاريخ لبنان والذي علينا ان ننحر الوطن من اجل معرفة قاتله، وصولا الى حب الحياة والذي يكون بنظرهم عبر امتهان كل كرامة للناس والفقراء والبسطاء، حياة ينعم بها اطحاب المال والسلطة الذين ينهبوننا كل يوم 
من 14 ال 8 ، قرف مستمر وزعماء لدويلات صغير ومافيات مال ومصالح اقتصادية متشابكة ، ندفع نحن وحدنا ثمنها ن والى المضللين ورائهم عذرا انتم بنفس القذارة حتى تبرهنوا العكس ، اخرجوا منهم وعليهم وتخلصوا من قذاراتهم التي ترمى عليكم وانتم فرحون بها 

انظروا حولكم كل الدنيا تتغير وتثور وانت غارقون في غبائكم وانتقدياكم وراء هذه الطغمة التي تظنون انها حاميكم وراعيكم

الأحد، 13 فبراير 2011

عاد لنا الحلم

هو فرح بلا شك ، ما اجملكم يا شباب وشابات تونس ومصر ، ما اروعكم وانتم تعيدون لنا لون الامل ، شممنا من من ميادينكم رائحة الحرية على بعد المسافة، لكم الف تحية، انتم كسرتم حاجز الممنوع قلتم كلمتكم ، صدحت حناجركم فكانت ثورة
اليوم نخجل من ياسنا من خوفنا القديم ، اليوم نخرج من قوقعة الجبن والانهزام ونقول ان الغد مشرق والتغيير ممكن فقد فعلها قبلنا شباب تونس ومصر
عاد لنا الحلم اننا بشر كما يجب ان يكون البشر ، احرارا احرارا

السبت، 12 فبراير 2011

انتم يا شباب مصر من يصنع المستقبل

اليوم هو البداية، نجح شباب مصر واهلها في انتزاع حريتهم من النظام الطاغي، هزموا خوفهم وتحدوا ثلاثين عاما من القهر والتعذيب والقمع
اليوم بداية الرحلة، رحلة بناء مصر كما حلموا بها ن حرة عادلة، لكن المشوار صعب وتركة مبارك ما زالت معششة في تفاصيل كل الاجهزة العامة منها والخاصة ، ولن بكون من السهل انتزاعهم والتخلص منهم، ستخوضون حرب شرسة للحفاظ على مكاسبهم، وهنا دوركم الحقيقي يا شباب وشابات مصر، عليكم الاستعداد لحرب طويلة وصعبة من اجل مصر التي تريدون ونريدها معكم
لن يقبل من استنزف الشعب وكدس ثرواته عبر الزمن الماضي ان بتخلى عن مكاسبه وان يعد ما كان من حق اهل مصر لهم، عليكم انتم انتزاع حقوقكم وارجاع ما نهب وما اخذ منكم
مصر تنظر اليكم وكلنا معها على امتداد العالم العربي بل وكل العالم، وقد برهنتم في الايام الماضية انكم اكثر وعيا وقدرة عما ظن بعضهم، انكم تخطيتم كل الشعارات الفارغة التي تتغنى بها الاحزاب والتنظيمات عبر الزمن الماضي
اليوم بداية الرحلة، لا تغادروا الشارع لكن ايضا تقدموا نحو اماكنكم في ضياغة مستقبل مصر، ولا تطنوا ان هناك من هو اقدر منكم ايها الشباب والشابات على معرفة ما تريدون، انت صنعتم النصر وانتم من يستحق قطف ثماره من اجل مستقبلكم ومستقبل مصر
اليوم فاض النيل ليس طميا خصبا بل بشرا زرعوا العالم كله املا في غد حر، وان زمن الثورات لم يافل

الخميس، 10 فبراير 2011

الى القصر

لا كلام فوق كلام مبارك ، فلتكن ثورة ولتعلق مشانق، يا شباب مصر لم يعد ينفع اليوم الحركات السلمية الى القصر والى كل جحور النظام القديم ، هو اليوم تحت ارجلكم سقط النظام وما بقي عليكم الا ان تكنسوه، يا شباب مصر لا تنتظروا الجيش او اي احد غيره ، اقتصوا من من ازلكم عقودا وازل مصر ، اليوم يومكم الان

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ما فيش عساكر وقهر تاني


نواره بنتي النهارده تبقي
بتخطي عتبه
ليوم جديد
يارب خلى
يارب حافظ
يارب بارك
يارب زيد
يارب كبر
نواره تكبر
وتبقي أكبر
فى كل عيد
لا كل جمعه
لا كل يوم
لا كل ساعه
لا كل لحظه
تنول وتخطي
وتزيد نباهه
وتزيد ملاحظه
وتخظى مصر السعيده بيهم
ويبقوا ليها
وتبقي ليهم
غيطانها جنه
وترابها حنه
والنسمه خمره
ف قزازه حمرا
والنيل نجاشي
ما فيش ما جاشي
تمللى يجي
أخضر مليجي
دايما يوفي
دايما يكفي
كل الخلايق
يصبح صباحه
فلاح يمشي
على شطه عايق
والدنيا صافيه
والجو رايق
ما فيش معاكسه
مافيش مضايق
ما فيش عساكر وقهر تاني
كل الاماني بقت حقائق
يارب وفق
يارب وأفق
يارب ريد
واكتب عليهم
فى كل لحظه
فرح وعيد

اليوم نوارة في ساحة التحرير معها الاف من النوارات الاف من الشباب الذي يريد ان تصبح الاماني حقائق، يصرخون لمصر جديدة يفرحون بها وتفرح بهم، مصر كما كتبها احمد فؤاد نجم وغناها الشيخ امام فكان الاعتقال نصيب احلامهم وحبهم للحرية والعدالة
اليوم الكل يصرخون يا شيخ امام معك "مافيش عساكر ولا قهر تاني" صار صوتك اليتيم اليوم صوت الاف الشبان، انه حلمك القديم وايام عذابك انت وكل احرار مصر الذين عانوا على مر عقود من الملاحقة والتعذيب والقهر والاعتقال والنفي، اليوم حلمكم يزهر ثورة.
ما هو
حاصل اليوم في ميدان التحرير هو ما بذره قبلا قليلون رفضوا السكوت عن القهر والقمع، اليوم وقت قصف الغلة التي زرعت بالدم والعرق والعذاب في سجون نظام مبارك ومن قبله، اليوم ايضا وقت المحاسبة ، وقت دفع الثمن عن كل ما مضى من ظلم، لا تخجلوا يا شباب مصر من ان تكونوا قضاة لكن لا تكونوا جلادين، الوقت اليوم لتتحول احتجاجاتكم الى ثورة، ثورة غضب كما اسميتموها فلا تخافوا الاقدام والتحدي واخذ ما هو لكم بيدكم، الان وقت ان تصبح كل الاماني حقائق

الأحد، 6 فبراير 2011

احذروا الجيش

كشف الجيش المصري اخيرا عن حقيقة موقفه وبانت اليوم لعبته المكشوفة وان فشلت، في هذا الوضع القائم في مصر اليوم من الغباء ان نصدق حيادية الجيش، هذا الجيش الذي رباه حسني مبارك بالتعاون مع الولايات المتحدة واجهزة مخابراتها.
الجيش المصري حاول لعب لعبة تجار سوق الخضار وهي طريقة قديمة حيث يمثل الوسيط او السمسار دور المتعاون مع الزبون ويقف الى صفه ضد التاجر حتى يكسب ثقته وتايده ليقوم بعد ذلك باقناعه بما كان قد رتب بينه وبين التاجر، لكن شباب مصر من جديد رفضوا الخضوع لاي اغراء او تخويف او احتيال وهم اليوم من جديد يصمدون في وجه كل من يحاول اللعب على ثورتهم او سحب البساط من تحت ارجلهم
الجيش هو جيش مبارك ونظامه بقناع الوطنية والتضامن معكم احزروه ولا تعطوه ظهركم، واعملوا بالمثل المصري القائل "حرص من صاحبك ولا تخونو " هذا اذا حسنا النية واعتبرنا الجيش من الاصحاب وهناك شك كبير بذلك
يا شباب مصر كل يوم تشخص عيوننا وقلوبنا اليكمي نجاحكم وصمودكم اول الغيث وباب التغيير في كل الوطن العربي

السبت، 5 فبراير 2011

الى الشباب المصري حتى لايهمش دوركم

نسمع اليوم الكثير من الكلام عن ان ما يحصل في مصر هو حركة شبابية بعيدة عن السياسة والاحزاب والقوى الفاعلة او التقليدية في الساحة السياسية المصرية ، ومما لا شك فيه ان هذه الثورة بكل مافيها وعليها قوامها الشباب المصري، وبالتحديد شباب مصر اليافعين، وهم الذين اخترقوا جدران الرقابة التي فرضها النظام مستخدمين الوسائل البديلة خاصة الالكترونية منها لينظموا انفسهم ويتحركوا في اكثر من طريقة واحتجاج كا ن اهمها واخرها ما نشاهده اليوم في شوارع مصر
ما وصل اليه الشباب ا من تجييش لكل المجتمع المصري واجبار القوى السياسية المعارضة بالاحق بهم والرضوخ الى ارادتهم وفرض شروطهم الى اليوم،هو انجاز كبير ن لكن الخطير في هذا الاصرار على عدم انتماء هؤلاء الشباب الى اي تيار سياسي واعتبارهم مجرد محتجين غير مسييسين سوف يستغل بطريق سيئة، وستؤخذ عليهم كحجة حين سيتم تقرير الخطوط السياسية للنظام القادم
لذلك فالمطلوب من الشباب عدم الانجرار نحو هذا الفخ وان يثقوا انهم هم من يصنع السياسة الحالية ويجب ان ينظموا انفسهم في اطر فاعلة تسمع صوتهم وليس بالضرورة ضمن الاطر الموجودة سابقا، بل يمكنهم ايجاد اشكال جديدة تنظم عملهم وتوصل اراءهم حيث يكون فاعلين واساسيين في صناعة القرار ورسم شكل الدولة الجديدة التي يريدونها .

الجمعة، 4 فبراير 2011

لا تدعوهم يسرقوا ثورتكم

اليوم برهن شباب مصر انهم عازمون على تكملت الثورة ، وما احتشادهم في ساحات المدن المصرية في ساحة التحرير وغيرها الا تعبيرا عن عدم الرضوخ لكل المحاولات التي قامت بها اجهزت النظام السابق - وهو نظام ساقط مسبقا - والاصرار على اسقاطه نهائيا وبشكل رسمي، وهو امر اصبح مفروغا منه ويقين عندهم وما هي الا فترة قبل ان نراه يتهاوى امام هذه الثورة العظيمة .
لكن .. الخطر الكبير القادم -وهو نقطة ضعف هذا التحرك من يومه الاول- ما ستؤل اليه الحالة بعد سقوط وذهاب مبارك، خاصة انه من الواضح ان القوى الدولية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانبا بشكل خاص يعملون بجد وقوة على تجيير نتائج ما يحصل الى حركات سياسية قريبة منهم او على الاقل الحفاظ على كل المكاسب الاستراتيجية والامنية والعسكرية التي حققوها خلال عهد مبارك، وتتمحور اهتماماتهم حول ثلاثة محاور اساسية
اولها تامين قناة السويس التي تعتبر الشريان الاساسي والحيوي لاوروبا واميركا خاصة لما تمثله من اهمية كبيرة لنقل النفط، وقد شكل موضوع القناة المحور الاساسي في المفواضات التي جرت مع الجيش وبعض الشخصيات المقربة من المعارضة، ومن الواضح في غمرة كل ما يحصل ان القناة تم تحيدها واستمرت بالعمل دون اي مشاكل تذكر، ويمكننا رصد الكثير من الانباء التي يثتها المحطات العربية والاجنبية التي تحدثت واكدت على ان وضع القناة سليم وغير متأثر بما يحصل في الشارع المصري.
ثانيا اسرائيل، وهو موضوع هام جدا اليوم في ظل تقدم الاخوان المسلمين ولعبهم دور اساسي في ما يحصل على الساحة المصرية، والخوف من ان يكون لهم حصة كبيرة ومؤثرة في التركيبة الجديدة ، وبالتالي فتح الخطوط على غزة في اضعف الاحتمالات وصولا الى طرح فك الارتباط مع اسرائيل والغاء الاتفقات في بينهما، وهذا يمثل خط احمر بالنسبة للنظام الاميركي والمجموعة الاورو بية.
ثالثا الملف الامني والدور الكبير التي لعبته مصر في المرحلة السابقة في ضبط الايقاع الامني في المنطقة عموما ، ويمكن رصد الدور الكبير التي مثلته مصر خلال التوترات في لبنان والسودان، وغياب هذا الدور سينعكس سلبا على الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، خاصة في مواجهة ما يسمى دول المواجهة.
هذه الاسباب مجتمعة تزيد من مخاوف سرقة ثورة الشباب في مصر، وتجعلنا في ريبة من ان يتم المساومة عليها من قبل بعض من اسقطوا على التحركات، ومن الاخوان المسلمين حيث يشكلون في واقع الامر القوة الاكثير تنظيما بين القوى المتحركة على الارض.
المراهنة اليوم على وعي الشباب المصري وعدم قبوله بانصاف الحلول، لان بامكانه الحصول على كل ما يريد، انتم اليوم أصاحب القرار، فلا تدعوا احدا يسرق ثور تكم

ترسمون مستقبلنا

اليوم مصر تعيش ثورة شعبية بلا شك، الناس والشباب خصوصا هم اليوم اصحاب القرار في الشارع يمكنهم صناعة غد جديد لهم ولبلدهم، سيكون له تأثيره على كل امتدا الدول المجاورة وبخاصة الوطن العربي، ومما لا شك فيه ان الكثير من التداخلات سوف تحكم وتؤثر على تكوين النظام الجديد ، لما تحمله مصر من خصوصية امنية مرتبطة بمصالح الولايات المتحدة في المنطقة وامن اسرائيل والذي هو ايضا من اولاوياتها، ويمكننا رصد بعد الخطط الاميركية لمرحلة ما بعد نظام مبراك وقد يكون الاكثر بروزا ولكن ليس الخيار الوحيد محمد البرادعي الذي يتم اعداده منذ فترة ليكون رجل الامان الاميركي في حال استغنوا عن مبارك وورثته، لكن البرادعي وفي ظل الظروف الحالية قد تسقط ورقته او على الاقل يخسر من رصيده وامكانية وصوله الى سدة الحكم من هنا نرى بعض الحلول البديلة قد يكون العالم المصري أحمد زول احدها
وبغض النظر عن كيفية رسم السلطة القادمة الى مصر - وهي بالتاكيد قادمة- الا ان ما حققته الانتفاضة الشبابية بكل الظروف كبير ومهم ، واهم ما فيه هو كسر حاجزالخوف لدى الشباب المصري الذي تعلم وتاكد انه بملك القدرة على التغيير والمحاسبة ورسم احلامه على ارض الواقع رغم انه تربى في مجتمع بوليسي امني قمعي طال اكثر نصف قرن وامتد حتى من قبل حكم مبارك.
اليوم مصر على عتبة مرحلة جديدة الامال كبيرة والاحلام وردية لكن يجب علينا ان نعي اننا سوف نخسر بعضها وانه قد يستولي على بعضها من لم يكن اساسا في الميدان او اسقط علينا من انظمة وقوى دولية ، لذلك فما يحصل اليوم يجب ان يكون البداية على طريق الحرية والتغيير من اجل مجتمع اكثر عدالة واكثر مساواة
على شباب مصر وتونس وكل الوطن العربي ان يعلموا ان ما تحقق حتى الان كبير لكنه مجرد اول الطريق وكل هذه التحركات الشعبية يجب ان تجد لها اطر نضالية اكثر تقدما وتنظيما من اجل مواجهة المرحلة القادة والتي تتطلب عمل اكثر جحدية ومسؤولية
شباب مصر اليوم يرسمون ليس فقط مستقبل مصر بل مستقبل المنطقة كلها

تونس ومصر اولا

طال الانتظار حتى فاض نيل مصر بشرا، طوفانا نامل ان لا يقف عند حدود مصر، كما فاضة انتفاضة تونس لتطال كل الحكام العرب من محيطها الى خليجها، وان كان شعب تونس الثائر الذي تخلص من طاغيته بن علي، ويكمل اليوم مسيرة التغيير لاسقاط من بقي من عفن النظام السابق، ان كان هو الشرارة الاولى التي اوقدت نار الثورة والتغيير في صدور الشعوب العربية، الا ان لمصر خصوصية لا بد من التوقف عندها لما تشكله من وزن واهمية في صياغة السياسة العربية .

ومن اهم هذه الخصائص موقع مصر على بوابة افريقيا وعلى حدود فلسطين، وقد لعب النظام المصري منذ عهد انور السادات دور حارس البوابة الافريقية فكان بالاضافة الى الكيان الصهيوني في فلسطين منطقة عزل قاسية بين الشعوب العربية، وبشكل خاص بين عرب افريقيا وفلسطين وقد ساهم هذا الوضع – مع ظروف موضوعية اخرى - الى تراخي شعورهم وارتباطهم بقضية فلسطين وبالتالي بعدهم اكثر عن مشرقهم العربي، قابله نفس الوضع في دول المشرق اتجاه مغربها وان اختلفت العلاقة مع القضية الفلسطينية لما يحكمها من ارتباط عضوي وجغرافي

وتعتبر مصر ايضا ورغم كل المد الوهابي ومحاولة تهميش الازهر ودوره، المرجع الاسلامي الابرز لكافة جمهور السنى والذي يشكل غالبية العالم العربي، لكن هذه المرجعية الهامة والتي لها دور هام في تكوين المزاج الشعبي العام، صودرت لفترة طويلة من قبل النظام المصري وقد تكون فترة حكم مبارك هي الاكثر هيمنة على هذه المؤسسة، حتى قيل ان بعض ما صدر عنها يمكن وضعه في خانة التصهين، او على الاقل بتأثير من التدخل الاسرائيلي في كل شؤون مصر حتى طال الازهر نفسه، حتى صار افي الكثير من المحطات مركز وخط دفاع السلطة الحاكمة ليس فقط في وجه المصريين فقط بل كسلاح فعال ضد كل المنتقدين للنطام المصري داخلا وخارجا.

اما البعد الاخر والذي يميز مصر هو الوضع الديمغرافي – الاقتصادي، حيث تعتبر مصر الدولة الاكثر تعدادا بين كل الدول العربية والاكثر قدرة على التاثير في توازن القوى، خاصة في ما يخص الصراع العربي الاسرائيلي، والذي ساهم النظام المصري بقوة على تحويله الى صراع فلسطيني اسرائيلي وفلسطيني فلسطيني، وابعاد الشارع المصري عن اي شكل من اشكال التعاطي او المساهمة في هذا الصراع، كما ان للبعد الديمغرافي جانب اقتصادي هام، حيت تكمن في مصر طاقات انتاجية هائلة وامكانية حقيقة لبناء نظام اقتصادي قوي يشكل منافسا قويا لاسرائيل وخطرا حقيقيا عليها، ومن هنا نرى كيف حول النظام المصري عبر عقود وبشكل مدروس الاقتصاد المصري من الانتاج الى الاستهلاك، خاصة في مجال الزراعة والانتاج الزراعي، حيث عمل على تدمير هذا القطاع بشكل منظم وتحويله الى قطاع الخدمات المرتبط بشركات كبيرة مهيمنة ومحصورة في الطبقة المحيطة برموز السلطة الحاكمة

من جهة اخرى فان لمصر بعد تاريخي رمزي، ارتبط من بادية الفتح الاسلامي مرورا بكل المحطات الهامة التي عاشتها المنطقة العربية، وقد تكون ثورة الضباط الاحرار ومرحلة عبد الناصر في اواسط القرن الماضي العلامة الابرز والتي ما زالت الى اليوم مؤثرة في الوجدان العربي بعض النظر عن ما حملته من اخطاء وثغرات، وما زال النظر شاخصا الى مصر من قبل الاقطار العربية الاخرى خاصة على الصعيد الشعبي.

لذلك فان اي حراك سياسي او تغير في التركيبة المصرية سيكون له انعكاس على كل الشارع العربي، وسيشكل بداية تغير تمتد الى كافة الانظمة العربية المماثلة، وفي نظرة الى التاريخ القريب نلاحظ كيف ساهمت الثورة المصرية في انتج حركة تحرر عربي شاملة في فترة الستينات، وهو ما نراهن عليه اليوم في ما يحصل في الشارع المصري، ورغم ان التحركات ما زالت في اولها الى ان رهاننا على قوة الشعب المصري وتوقه الى التغيير والحرية، تفتح امامنا باب الحلم للولوج الى مرحلة جديدة في عالمنا العربي يكون فيها الكلام للشارع وللناس الذين حكموا لفترة طويلة من قبل طغم راسمالية متوحشة استغلت تعبنا وامتصت خيراتنا وسرقت بلادنا ، ما هو في مصر موجود في كل دول العالم العربي، انظمة فاسدة وشعب مستعد وحاقد وله عليها ثار، فلتكن تونس ومصر اولا ولكن ليس اخرا .