السبت، 30 أبريل 2011

شعب حر ووطن سعيد


مكرم كامل

هي مصر بلا شك، وستبقى دائما كفتها هي الراجحة داخل العالم العربي، وما يحصل اليوم في داخل مصر من تغيرات وإن كانت تستهدف الشأن الداخلي المصري، الا انها تتعداه الى كل العالم العربي ان احببنا او كرهنا ذلك، وأول الغيث وليس أخره الانعكاس المباشر في الشارع الفلسطينين والذي عاد ليشهد حراكا على المستوى والقيادي –  وان كان ل يعول عليه- والاهم على المستوى الشعبي الذي يطالب اليوم قادته بتغير سلوكياتهم من جهة ويبادر الى التحرك مجداد باتجاه القضية الاساس في الصفة والقدس بعد ان غيبته الصراعات الداخلية عنها .
ولا يمكن فصل الموضوع السوري بجانبيه عن ما حصل ويحصل في مصر، ان كان لجهة المؤامرة التي يروج لها النظام، وهي رواية لا تخلو من حقيققية، او لجهة  حق الشعب السوري في التغيير والتطور والعيش بكرامة، وهو مطلب حقيقي لا يخلو ايضا من تداخلات وشوائب، تبداء بالحركات المتطرفة ولا تنتهي عند تصفية الحسابات الاميركية مع هذا النظام، الا انه بقدر ما هو مطلوب سقوط الديكتاتورية السورية الهرمة والتي لم تعد تصلح حتى لدعم الحركات المقاومة، يجب الحرص على عدم الترويج للتغير على الطريقة او الرزنامة الاميركية، ولا غلو في القول ان الشعب السوري بما يحمله من اصالة وتاريخ وحاضر يشكل ضمانة كبيرة لشكل النظام القادم والذي سيكون طبعا متاثرا بشكل كبير بما سيحصل في مصر، والحراك العربي الشعبي عامة.
الكثير اليوم على المحك، وما هو قادم لم تتوضح صورته بعد، لكن وبكل تاكيد ليس هناك افضل من الحرية ولن ننتصر بدونها لا على ذاتنا ولا على الكيانات العنصرية المتعشعشة في وطننا العربي، لنعيد الى فلسطين اسمها كما للجزيرة العربية

الأحد، 24 أبريل 2011

سيرورة النظام الطائفي – احداث صور مثالا

مكرم كامل

ليس من غريب القول أن الدولة في لبنان استقالة من كل مهامها، على الاقل المنطقية منها، وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى تتعرى امام شعبها وناسها، مظهرة كل عيوبها ونقائصها، والتي زادها ظهورا الحراك الشعبي العربي في كل مكان، والذي جعل الاسطورة اللبنانية الذائفة حول الحرية والديمقراطية مجرد دعابة سمجة.
وما حصل في صور هو عينة صغيرة عن ما ينتظرنا في المستقبل العاجل، فالطائفية السياسية المدعومة من كافة الاطراف – بما فيه حزب الله المقاوم – سيرورتها الطبيعية تتجه نحو مزيد من الازمات والانقسام ونحو حروب صغيرة وكبيرة
وفي ذلك ضرب لكل حجج اولوية المقاومة على الوضع الداخلي، فلا مقاومة ولا وطن باق في ظل استمرار هذا النظام العفن، ومن اجل دولة عادلة وقادرة فعلا، يجب ان ندرك انه علينا ان نخطوا الى الامام بقوة وسرعة من اجل دولة جديدة، تتماشى على الاقل مع المحيط العربي الذي نظرنا اليه طويلا على انه خلفنا ، وهو اليوم يسبقنا نحو بلورة افق جديد قد لا يكون لنا فيه مكان، او على الاقل سنكون في الصفوف الخلفية. 

نشر في  http://www.web-lebanon.com

الأربعاء، 20 أبريل 2011

بري ينعي الخرافي

رحل الخرافي، فمن هو هذا الرجل الخرافي فعلا؟
بكل بساطة هو واحد من الجيل الجديد من مصاصي الدماء في العالم العربي، نوع اكثر خطرا لانه اكثر علما ومعرفة في اساليب الاستغلال للشعوب عبر الحدود وعابرا للدول، وخير دليل على ذلك انه استطاع ان يحول المليار الذي ورثه عن والده الى 14 مليار دولار عبر شركات ومصانع على امتداد العالم العربي، وهذا الانجاز بقدر ما يظهر براعة هذا الرجل في عالم الاعمال يبرز ايضا قدرته  المخيفة على نهب عرق الناس وتعبهم والاستيلاء على خيرات الشعوب، ليس في الكويت وحدها حيث هناك الكثير من الاسئلة حول علاقته بالنظام الحاكم والفساد، بل وصولا الى دول عربية كثيرة ابرزها واخطرها مصر 
والاخطر في مسيرة الخرافي ليس  الجانب الاقتصادي فقط، بل قدرته على تسويق مشاريعه الاستثمارية التي تستعمل اليد العاملة المصرية الرخيصة مثلا، والمواد الاولية المتوفرة بدعم من النظام السابق، على انها بهدف انساني تنموي من اجل المصريين ورخاء وازدهار مصر، رغم ان هذه المشاريع حققت له ارباح خيالية وضاعفت ثروته.
ولا بد عند الحديث عن رحيل هذا الاخطبوط ملاحظة مقال الرئيس المخضرم للمجلس النيابي اللبناني نبيه بري، والذي اتحفنا بنعي يدمع العين ويبكي القلب ، كيف لا فنحن في لبنان لم نتعود الموت ولا المصائب، مرتاحون لدرجة اننا نسينا غدر الزمن وترصد الموت لنا نحن الفانون من البشر، ورحيل الخرافي لا بد ان يترك اثرا كبيرا في نفوسنا يستحق ان يحرك قلم الاستاذ، الذي قلما يتحرك الا في الحدث الجلل حيث يفيض علينا بنعم الحكم 
رئيس ما كان يسمى بحركة الحرومين ينعي واحدا من اكثر المسببين للحرمان عبر الاقطار العربية، يخبرنا عنه كانه بطل من الروايات الرومنسية، رجل قل ان نرى  له مثيلا في الانسانية والعطاء
لماذا وكيف تحرك كل الاعلام حزنا عليه حتى وصل الى بري ذاته، الذي لم تحركه كل كوارث هذا الوطن ومشاكله - وهو جزء اساسي منها - ليكتب وينور شعبه الحبيب باراءه 
وفي واقع الحال جواب السؤال معروف اليسوا كلهم من نفس  الطغمة الحاكمة عبر المال والسياسية، يوحدهم المال والفساد ونهب الخيرات، ومن الطبيعي ان يحزنوا على بعضهم وعلى انفسهم حين يدركون ان لا وقت كافي لهم لجمع كل المال من جيوب الناس 
واليس ايضا من الواجب محابات الورثة ليعرفوا من هم حلفاء الراحل والاكثر حقا في الاستمرار مع خلفاءه،خوفا من عتب او حرمانا من مصلحة 
هي كثيرةالاسباب التي تدعوا الى حزنهم، لكن المحزن فعلا قطيع الناس الذي ما زال يؤمن انه يفدي الاستاذ بدمه لانو وحده نصير المحرومين

الاثنين، 4 أبريل 2011

أن تـكــون طــائـفـيــاً أو شـيــوعــيــاً؟

مكـرم كامـل

لبنان اليوم منقسم، على صغره الى محاور سياسية وانقسامات فئوية ليست غريبة عن تاريخه الحديث. هذه الانقسامات تتغير وتتبدل حسب معطيات داخلية حينا وخارجية غالبا. ورغم الشكل المعقد، هو أكثر تبسيطا ووضوحا وجلاء. الانقسام الأكبر المتبدي اليوم على الساحة اللبنانية هو بين تيارين يسمي احدهما نفسه معارضة والثاني موالاة أو اكثرية
المعارضة التي يفترض أن تكون عادة ضد النظام القائم و مناقضة له، مؤلفة من مجموعة من القوى السياسية البرجوازية ـ الطائفية المشاركة حديثا وقديما في صيغة الدولة اللبنانية الحاكمة، ومستفيدة من الشكل الطائفي والبرجوازي لهذا النظام بل من المتشددين في الحفاظ على هذه الصيغة العفنة والمتوارثة.
أما الموالاة أو فريق الأكثرية الذي يحتل اليوم دور السلطة الحاكمة (!) فلا يختلف بشيء عن الفريق الأول من حيث التركيبة الداخلية والعقائدية، اللهم الا مسألة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي والتي استعاض عنها بعدو أخر هو السوري وكلنا يعرف حيثيات هذه القضية.
لكن هل فعلا هناك معارضة وسلطة ؟. أليس الطرفان يحمـلان على المستوى الـداخلي نفس المشروع السـياسي؟. ومـا هو الفارق بين الطرحين؟ والكلام هنا يدور بعيدا عن مسالة الصراع السيـاسي لما يحمله من تفـاصيل وشرح يطول.
إن الصراع الحقيقي الدائر اليوم هو بين مشروعين متشابهين بل متماثلين يتقاتلان للهيمنة على السلطة، أو تقاسمها فيما بينهما، معتمدين كلاهما التجييش الطائفي والمذهبي، مستفيدين من بعضهما البعض إلى درجة التكامل في تبادل الأدوار لإبقاء الشارعين على نفس المستوى المتدني، اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وبمستوى عال جدا من الطائفية والمذهبية.
لكن هناك مستوى أخر لهذا الصراع وإن كان المد الطائفي يطغى عليه ويخفيه، هو الصراع بين الطبقة الحاكمة بكل أشكالها وطوائفها وعامة الناس الرازحين تحت نير الجوع والفقر والتخلف.
الواقع المعاش يظهر بقوة ووضوح أننا نعيش الصراع الطبقي بشكل حاد ومؤلم، والتفاوت اليوم بين قلة من أغنيائه وبين باقي المواطنين لم يكن اشد من ذلك قبلا وهو يزداد يوما بعد يوم، في غياب أي شكل منظم لتحرك. لكن أين هو موقعنا نحن الفقراء من هذه الهجمة البشعة علينا ؟
نحن اليوم متقوقعون داخل طوائفنا، متناحرون وناحرين لأنفسنا. متراصون خلف قلة من الزعماء الطائفيين المستفيدين من تفرقنا وتقاتلنا بعيدا عنهم وعن مصالحهم التي تسير على أفضل ما يكون.
من الصعب اليوم أن تأمل من اليساريين وخاصة الشيوعيين أن يلعبوا دورهم التاريخي في النضال من اجل مصلحة الطبقات الدنيا والمُستغلة والتي استطاعت سابقا أن تبلور لنفسها شكلا نضاليا انتزعت من خلاله بعض الحقوق الخجولة والتي عدنا فخسرناها اليوم، مع خسارة كل الأشكال النقابية و السياسية الملتزمة قضايا الفقراء والعمال. لكن أن لم ترد أن تكون شيوعيا، ولك الحق في ذلك، ما ذا يجب أن تكون ؟.
هذا المقال نشر في جريدة السفير بتاريخ 10/7/2008  لكن ما زال يصلح للنشر اليوم ويا للأسف