الأحد، 8 مايو 2011

رأسهم في الرمل


مكرم كامل
لا يبدو ان الوضع الداخلي اللبناني يمت بصلة الى كلمة داخلي، وعلى رأس ذلك تشكيل الحكومة العتيدة، والتي تراوح في مكانها في انتظار اي مؤشر او توجيه من الاقطاب الخارجية ذات الصلة، الكل اليوم يدور حول نفسه حائرا ومن كلا الطرفين، الملفات الاقليمة اكبر من مشاكلهم الصغيرة في ما يشبه الوطن، الدول الاساسية في المنطقة تشهد تغيرات جذرية وأحداث كبيرة، تطغى على تفاصيل لبنان التافهة وصراعاتهم التي لم تعد على سلم اولويات تلك الاطراف.
ما العمل ؟ وقد تعود رجال السياسة عندنا على تنفيذ مطالب مشغليهم، كيف يتخذون قراراتهم والكل متلهي عنهم، ايغامرون ويكون رجال فيحكموا بلدهم من دون الرجوع الى اولياء امورهم، واذا قاموا بذلك – لا سمح الله – ايضمنون عدم غضب من ولاهم عليهم، فيولي من كان له اكثر طاعة واقل رجولة .
الاسلم وخير سبيل ان نسلم الامر لولي الامر، وان كان اليوم في شغل شاغل عنا قلا باس بالانتظار، الشعب تعود غيابنا وحتى في حضورنا لا يشعر بالفرق، فلا نحن نهتم ولا هو يسأل، هذا لسان حال السياسيين اليوم في لبنان، السلامة في تقليد النعامة رأسهم في الرمل وقفاهم في مهب الريح

الاثنين، 2 مايو 2011

سقوط الاسطورة ام خروج مارد القاعدة من القمقم

مكرم كامل


لم يتثنى لشخص في العصر الحديث ان يحظى بشهرة توازي ما حصل عليها اسامة بن لادن، وقد يكون بلا منازع الاسطورة المدنية الاكثر شهرة حتى الان و لزمن قادم، ولا شك ان تشكل هذه الاسطورة لم يكن مرتبط بشخصه او بانجازاته او حتى بتطرفه ، بل هي بشكل اساسي تعتمد على قدرت اعدائه الكبيرة في تسويق خطره.
وكلمة " اعدائه" ايضا كلمة مشوشة، فهل فعلا تعتبره الولايات المتحدة خطرا عليها ؟ ام انه يشكل قرطاجة الجديدة التي تحتاجها روما من اجل البقاء، الم تسقط روما فعلا مع سقوط اخر الممالك الصامدة في وجهها
كان خيار تعويم بن لادن ضرورة للامن القومي الاميركي بعد سقوط خطر المعسكر الشيوعي، والعمل على اصطناع عدو يجب محاربته من اجل ايجاد زريعة للتدخل في اي بلد يريدون، خاصة ان الامن الاقتصادي اللمرتبط بالنفط والغاز يمر عبر الدول الاسلامية والعربية، فكانت القاعدة هذه العدو.
اليوم نحن على عتبة مرحلة جديدة في العالم العربي والاسلامية، افقها لم تتوضح بعد لكن الظاهر منها ينبئ بأن الحركات الاسلامية تتجه نحو تولي بعد مقاليد الحكم او على الاقل ستكون اساسية في تشكيل السلطات في معظم الدول التي تشهد تغيرات اساسية، سقط بن لادن الاسم فهل نشهد صعود القاعدة التنظيم؟
ايكون هذا هو وقت اختتام الاسطورة وموت البطل الروبن هودي بنظر البعض، والارهابي في نظر الاغلب؟