الثلاثاء، 28 يونيو 2011

سوريا الشعب سوريا المعارضة وسوريا النظام

ما زال الضباب يحيط بكل ما يحصل في سوريا، حيث مروحة الاحتمالات تغطي حيزا كبيرا يشمل كل ما يتردد في الاوساط السياسية وعلى وسائل الاعلام، من نظرية المؤامرة التي يروج لها النظام الى مطالب الشعب السوري المحقة وصولا الى التيارات الدينية المتطرفة التي اولها الاخوان وليس اخرها 
وفي ظل غياب اي مرجع صالح، خاصة اعلاميا صار من شبه المستحيل معرفة حقيقية ما يجري على ارض الواقع، فلا الاعلام الرسمي يمكن الركون اليه ولا المحطات الاخرى التي ليس لها اساسا تواجد فعلي على الاراضي السورية، ناهيك عن النيات المبيته لدى معظمها اتجاه هذا الملف الحساس. 
 تحت كل هذه الظروف انعقد مؤتمر المعارضة، اختار دمشق العاصمة في قلب الوطن، حيث له رمزية او دلالة حمالة اوجه، هل فعلا يريد النظام السوري القائم اليوم التفاوض مع المعارضة بحيث سمح لها ان تجتمع في دمشق؟ هل هذه المعارضة تعبر فعلا عن الشارع السوري؟ هل هو مجرد مؤتمر فلكلوري بالتعاون مع نظام ؟
هي اسئلة كثيرة وكلها مشروعة في غياب اي معطيات كافية، خاصة ان القمع العسكري من قبل النظام السوري لم يتوقف حتى خلال اعمال المؤتمر الميمون. والاصلاحات الموعودة حتى اليوم لا تتعدى وعودا وكلاما لم يتحول ولو في ابسط معانيه الى واقع ملموس 
وبين هذا وذاك من الشد والرخي والتجاذب الداخلي والخارجي حول الاوضاع في سوريا، وكما هي العادة دوما ودائما، يدفع كل الشعب السوري الثمن، وهو بالتاكيد خارج اي معادلة للنظام وعلى هامش اي مطالبة للسواد الاعظم من المعارضين . 
سوريا اليوم وغدا ليس كما كانت ولن تعود كما كانت، والرهان اليوم على الشعب السوري وخياراته للمرحلة القادمة، خاصة ان لسوريا دور اساسي انتزعته عبر عقود ماضية في تحديد شكل وهوية المنطقة، وليس من شك ان اي نظام جديد سيحكم سوريا سوف ينعكس على كل المحيط الاقليمي والعربي وبالتالي على سياسة الدولية اتجاه المنطقة 
شعب سوريا اليوم ليس على عتبتغير نظامه فقط بل هو هلى عتبتة رسم مرحلة جديدة لكل المنطقة، ولا غلو في القول ان الشعب السوري بتاريخه وحاضره ومستقبله يشكل الضمانة والثقة لسووريا التي يستحقها شعبها كما يحب ويريد لها 

الأحد، 8 مايو 2011

رأسهم في الرمل


مكرم كامل
لا يبدو ان الوضع الداخلي اللبناني يمت بصلة الى كلمة داخلي، وعلى رأس ذلك تشكيل الحكومة العتيدة، والتي تراوح في مكانها في انتظار اي مؤشر او توجيه من الاقطاب الخارجية ذات الصلة، الكل اليوم يدور حول نفسه حائرا ومن كلا الطرفين، الملفات الاقليمة اكبر من مشاكلهم الصغيرة في ما يشبه الوطن، الدول الاساسية في المنطقة تشهد تغيرات جذرية وأحداث كبيرة، تطغى على تفاصيل لبنان التافهة وصراعاتهم التي لم تعد على سلم اولويات تلك الاطراف.
ما العمل ؟ وقد تعود رجال السياسة عندنا على تنفيذ مطالب مشغليهم، كيف يتخذون قراراتهم والكل متلهي عنهم، ايغامرون ويكون رجال فيحكموا بلدهم من دون الرجوع الى اولياء امورهم، واذا قاموا بذلك – لا سمح الله – ايضمنون عدم غضب من ولاهم عليهم، فيولي من كان له اكثر طاعة واقل رجولة .
الاسلم وخير سبيل ان نسلم الامر لولي الامر، وان كان اليوم في شغل شاغل عنا قلا باس بالانتظار، الشعب تعود غيابنا وحتى في حضورنا لا يشعر بالفرق، فلا نحن نهتم ولا هو يسأل، هذا لسان حال السياسيين اليوم في لبنان، السلامة في تقليد النعامة رأسهم في الرمل وقفاهم في مهب الريح

الاثنين، 2 مايو 2011

سقوط الاسطورة ام خروج مارد القاعدة من القمقم

مكرم كامل


لم يتثنى لشخص في العصر الحديث ان يحظى بشهرة توازي ما حصل عليها اسامة بن لادن، وقد يكون بلا منازع الاسطورة المدنية الاكثر شهرة حتى الان و لزمن قادم، ولا شك ان تشكل هذه الاسطورة لم يكن مرتبط بشخصه او بانجازاته او حتى بتطرفه ، بل هي بشكل اساسي تعتمد على قدرت اعدائه الكبيرة في تسويق خطره.
وكلمة " اعدائه" ايضا كلمة مشوشة، فهل فعلا تعتبره الولايات المتحدة خطرا عليها ؟ ام انه يشكل قرطاجة الجديدة التي تحتاجها روما من اجل البقاء، الم تسقط روما فعلا مع سقوط اخر الممالك الصامدة في وجهها
كان خيار تعويم بن لادن ضرورة للامن القومي الاميركي بعد سقوط خطر المعسكر الشيوعي، والعمل على اصطناع عدو يجب محاربته من اجل ايجاد زريعة للتدخل في اي بلد يريدون، خاصة ان الامن الاقتصادي اللمرتبط بالنفط والغاز يمر عبر الدول الاسلامية والعربية، فكانت القاعدة هذه العدو.
اليوم نحن على عتبة مرحلة جديدة في العالم العربي والاسلامية، افقها لم تتوضح بعد لكن الظاهر منها ينبئ بأن الحركات الاسلامية تتجه نحو تولي بعد مقاليد الحكم او على الاقل ستكون اساسية في تشكيل السلطات في معظم الدول التي تشهد تغيرات اساسية، سقط بن لادن الاسم فهل نشهد صعود القاعدة التنظيم؟
ايكون هذا هو وقت اختتام الاسطورة وموت البطل الروبن هودي بنظر البعض، والارهابي في نظر الاغلب؟

السبت، 30 أبريل 2011

شعب حر ووطن سعيد


مكرم كامل

هي مصر بلا شك، وستبقى دائما كفتها هي الراجحة داخل العالم العربي، وما يحصل اليوم في داخل مصر من تغيرات وإن كانت تستهدف الشأن الداخلي المصري، الا انها تتعداه الى كل العالم العربي ان احببنا او كرهنا ذلك، وأول الغيث وليس أخره الانعكاس المباشر في الشارع الفلسطينين والذي عاد ليشهد حراكا على المستوى والقيادي –  وان كان ل يعول عليه- والاهم على المستوى الشعبي الذي يطالب اليوم قادته بتغير سلوكياتهم من جهة ويبادر الى التحرك مجداد باتجاه القضية الاساس في الصفة والقدس بعد ان غيبته الصراعات الداخلية عنها .
ولا يمكن فصل الموضوع السوري بجانبيه عن ما حصل ويحصل في مصر، ان كان لجهة المؤامرة التي يروج لها النظام، وهي رواية لا تخلو من حقيققية، او لجهة  حق الشعب السوري في التغيير والتطور والعيش بكرامة، وهو مطلب حقيقي لا يخلو ايضا من تداخلات وشوائب، تبداء بالحركات المتطرفة ولا تنتهي عند تصفية الحسابات الاميركية مع هذا النظام، الا انه بقدر ما هو مطلوب سقوط الديكتاتورية السورية الهرمة والتي لم تعد تصلح حتى لدعم الحركات المقاومة، يجب الحرص على عدم الترويج للتغير على الطريقة او الرزنامة الاميركية، ولا غلو في القول ان الشعب السوري بما يحمله من اصالة وتاريخ وحاضر يشكل ضمانة كبيرة لشكل النظام القادم والذي سيكون طبعا متاثرا بشكل كبير بما سيحصل في مصر، والحراك العربي الشعبي عامة.
الكثير اليوم على المحك، وما هو قادم لم تتوضح صورته بعد، لكن وبكل تاكيد ليس هناك افضل من الحرية ولن ننتصر بدونها لا على ذاتنا ولا على الكيانات العنصرية المتعشعشة في وطننا العربي، لنعيد الى فلسطين اسمها كما للجزيرة العربية

الأحد، 24 أبريل 2011

سيرورة النظام الطائفي – احداث صور مثالا

مكرم كامل

ليس من غريب القول أن الدولة في لبنان استقالة من كل مهامها، على الاقل المنطقية منها، وهي اليوم أكثر من أي وقت مضى تتعرى امام شعبها وناسها، مظهرة كل عيوبها ونقائصها، والتي زادها ظهورا الحراك الشعبي العربي في كل مكان، والذي جعل الاسطورة اللبنانية الذائفة حول الحرية والديمقراطية مجرد دعابة سمجة.
وما حصل في صور هو عينة صغيرة عن ما ينتظرنا في المستقبل العاجل، فالطائفية السياسية المدعومة من كافة الاطراف – بما فيه حزب الله المقاوم – سيرورتها الطبيعية تتجه نحو مزيد من الازمات والانقسام ونحو حروب صغيرة وكبيرة
وفي ذلك ضرب لكل حجج اولوية المقاومة على الوضع الداخلي، فلا مقاومة ولا وطن باق في ظل استمرار هذا النظام العفن، ومن اجل دولة عادلة وقادرة فعلا، يجب ان ندرك انه علينا ان نخطوا الى الامام بقوة وسرعة من اجل دولة جديدة، تتماشى على الاقل مع المحيط العربي الذي نظرنا اليه طويلا على انه خلفنا ، وهو اليوم يسبقنا نحو بلورة افق جديد قد لا يكون لنا فيه مكان، او على الاقل سنكون في الصفوف الخلفية. 

نشر في  http://www.web-lebanon.com

الأربعاء، 20 أبريل 2011

بري ينعي الخرافي

رحل الخرافي، فمن هو هذا الرجل الخرافي فعلا؟
بكل بساطة هو واحد من الجيل الجديد من مصاصي الدماء في العالم العربي، نوع اكثر خطرا لانه اكثر علما ومعرفة في اساليب الاستغلال للشعوب عبر الحدود وعابرا للدول، وخير دليل على ذلك انه استطاع ان يحول المليار الذي ورثه عن والده الى 14 مليار دولار عبر شركات ومصانع على امتداد العالم العربي، وهذا الانجاز بقدر ما يظهر براعة هذا الرجل في عالم الاعمال يبرز ايضا قدرته  المخيفة على نهب عرق الناس وتعبهم والاستيلاء على خيرات الشعوب، ليس في الكويت وحدها حيث هناك الكثير من الاسئلة حول علاقته بالنظام الحاكم والفساد، بل وصولا الى دول عربية كثيرة ابرزها واخطرها مصر 
والاخطر في مسيرة الخرافي ليس  الجانب الاقتصادي فقط، بل قدرته على تسويق مشاريعه الاستثمارية التي تستعمل اليد العاملة المصرية الرخيصة مثلا، والمواد الاولية المتوفرة بدعم من النظام السابق، على انها بهدف انساني تنموي من اجل المصريين ورخاء وازدهار مصر، رغم ان هذه المشاريع حققت له ارباح خيالية وضاعفت ثروته.
ولا بد عند الحديث عن رحيل هذا الاخطبوط ملاحظة مقال الرئيس المخضرم للمجلس النيابي اللبناني نبيه بري، والذي اتحفنا بنعي يدمع العين ويبكي القلب ، كيف لا فنحن في لبنان لم نتعود الموت ولا المصائب، مرتاحون لدرجة اننا نسينا غدر الزمن وترصد الموت لنا نحن الفانون من البشر، ورحيل الخرافي لا بد ان يترك اثرا كبيرا في نفوسنا يستحق ان يحرك قلم الاستاذ، الذي قلما يتحرك الا في الحدث الجلل حيث يفيض علينا بنعم الحكم 
رئيس ما كان يسمى بحركة الحرومين ينعي واحدا من اكثر المسببين للحرمان عبر الاقطار العربية، يخبرنا عنه كانه بطل من الروايات الرومنسية، رجل قل ان نرى  له مثيلا في الانسانية والعطاء
لماذا وكيف تحرك كل الاعلام حزنا عليه حتى وصل الى بري ذاته، الذي لم تحركه كل كوارث هذا الوطن ومشاكله - وهو جزء اساسي منها - ليكتب وينور شعبه الحبيب باراءه 
وفي واقع الحال جواب السؤال معروف اليسوا كلهم من نفس  الطغمة الحاكمة عبر المال والسياسية، يوحدهم المال والفساد ونهب الخيرات، ومن الطبيعي ان يحزنوا على بعضهم وعلى انفسهم حين يدركون ان لا وقت كافي لهم لجمع كل المال من جيوب الناس 
واليس ايضا من الواجب محابات الورثة ليعرفوا من هم حلفاء الراحل والاكثر حقا في الاستمرار مع خلفاءه،خوفا من عتب او حرمانا من مصلحة 
هي كثيرةالاسباب التي تدعوا الى حزنهم، لكن المحزن فعلا قطيع الناس الذي ما زال يؤمن انه يفدي الاستاذ بدمه لانو وحده نصير المحرومين

الاثنين، 4 أبريل 2011

أن تـكــون طــائـفـيــاً أو شـيــوعــيــاً؟

مكـرم كامـل

لبنان اليوم منقسم، على صغره الى محاور سياسية وانقسامات فئوية ليست غريبة عن تاريخه الحديث. هذه الانقسامات تتغير وتتبدل حسب معطيات داخلية حينا وخارجية غالبا. ورغم الشكل المعقد، هو أكثر تبسيطا ووضوحا وجلاء. الانقسام الأكبر المتبدي اليوم على الساحة اللبنانية هو بين تيارين يسمي احدهما نفسه معارضة والثاني موالاة أو اكثرية
المعارضة التي يفترض أن تكون عادة ضد النظام القائم و مناقضة له، مؤلفة من مجموعة من القوى السياسية البرجوازية ـ الطائفية المشاركة حديثا وقديما في صيغة الدولة اللبنانية الحاكمة، ومستفيدة من الشكل الطائفي والبرجوازي لهذا النظام بل من المتشددين في الحفاظ على هذه الصيغة العفنة والمتوارثة.
أما الموالاة أو فريق الأكثرية الذي يحتل اليوم دور السلطة الحاكمة (!) فلا يختلف بشيء عن الفريق الأول من حيث التركيبة الداخلية والعقائدية، اللهم الا مسألة المقاومة ضد العدو الإسرائيلي والتي استعاض عنها بعدو أخر هو السوري وكلنا يعرف حيثيات هذه القضية.
لكن هل فعلا هناك معارضة وسلطة ؟. أليس الطرفان يحمـلان على المستوى الـداخلي نفس المشروع السـياسي؟. ومـا هو الفارق بين الطرحين؟ والكلام هنا يدور بعيدا عن مسالة الصراع السيـاسي لما يحمله من تفـاصيل وشرح يطول.
إن الصراع الحقيقي الدائر اليوم هو بين مشروعين متشابهين بل متماثلين يتقاتلان للهيمنة على السلطة، أو تقاسمها فيما بينهما، معتمدين كلاهما التجييش الطائفي والمذهبي، مستفيدين من بعضهما البعض إلى درجة التكامل في تبادل الأدوار لإبقاء الشارعين على نفس المستوى المتدني، اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وبمستوى عال جدا من الطائفية والمذهبية.
لكن هناك مستوى أخر لهذا الصراع وإن كان المد الطائفي يطغى عليه ويخفيه، هو الصراع بين الطبقة الحاكمة بكل أشكالها وطوائفها وعامة الناس الرازحين تحت نير الجوع والفقر والتخلف.
الواقع المعاش يظهر بقوة ووضوح أننا نعيش الصراع الطبقي بشكل حاد ومؤلم، والتفاوت اليوم بين قلة من أغنيائه وبين باقي المواطنين لم يكن اشد من ذلك قبلا وهو يزداد يوما بعد يوم، في غياب أي شكل منظم لتحرك. لكن أين هو موقعنا نحن الفقراء من هذه الهجمة البشعة علينا ؟
نحن اليوم متقوقعون داخل طوائفنا، متناحرون وناحرين لأنفسنا. متراصون خلف قلة من الزعماء الطائفيين المستفيدين من تفرقنا وتقاتلنا بعيدا عنهم وعن مصالحهم التي تسير على أفضل ما يكون.
من الصعب اليوم أن تأمل من اليساريين وخاصة الشيوعيين أن يلعبوا دورهم التاريخي في النضال من اجل مصلحة الطبقات الدنيا والمُستغلة والتي استطاعت سابقا أن تبلور لنفسها شكلا نضاليا انتزعت من خلاله بعض الحقوق الخجولة والتي عدنا فخسرناها اليوم، مع خسارة كل الأشكال النقابية و السياسية الملتزمة قضايا الفقراء والعمال. لكن أن لم ترد أن تكون شيوعيا، ولك الحق في ذلك، ما ذا يجب أن تكون ؟.
هذا المقال نشر في جريدة السفير بتاريخ 10/7/2008  لكن ما زال يصلح للنشر اليوم ويا للأسف 

الأربعاء، 30 مارس 2011

سوريا النظام وسوريا الشعب

قبل ان اتناول الموضوع السوري وما يدور اليوم في شوارع ومدن سوريا، لا بد ان اعرف عن نفسي ، وهو شر لابد منه لكل لبناني يتناول الحراك السياسي في سوريا اليوم، واهم ما يجب توضيحه اني من المعادين لكل ما يمثله جماعة ثوار الارز وفريق 14 اذار، وبما اني ضد النظام السوري فمن البديهي اني على خلاف ايضا مع فريق8 اذار، وبعد هذا التوضيح "الثقيل الدم" والذي لا بد منه استفيض .
مما لا شك فيه ان لسوريا بعض التميز عن باقي الدول العربية، هذا التميز عميق في تاريخ هذا الشعب ونضاله من اجل التحرر، وقد عرفت سوريا الكثير من الثورات والانتفاضات منذ العهد العثماني وصولا الى فترة الانتداب وما تلاها من صراع عربي اسرائيلي، ومما لاشك فيه ان فترة الاسد الاب وحلفه السوفياتي وتحديه لكل المحيط العربي الاميركي، ميز السياسة السورية واعطاها نكهة خاصة مختلفة عن باقي الانظمة الاخرى، وجعل بين الشعب والنظام -خاصة في فترة الاولى لحكم الاسد الاب - علاقة متبادلة مبنية على مفهوم قومي عربي، مرتبط بالتحرر والنضال على صعيد يتخط الحدود السورية، ويجعل سوريا محور اساسي وهام في رسم اللوحة السياسية في المنطقة، مما عزز الروح الوطنية - القومية لدى المجتمع السوري
لكن هذا الدور النضالي والتمايز الاستراتيجي لم ينعكس بشكل ايجابي على الصعيد الداخلي،خاصة على الحياة اليومية والهموم المعيشية المباشرة للمواطن، بل كان له في كثير من الحالات اثر سلبي على الشعب السوري، ويعود ذلك الى اسباب عديدة منها ما هو مرتبط بطبيعة النظام السوري من داخله، ومنها ما هو مرتبط بعدة ظروف خارجية لها ارتباط مباشر بالبعد الاستراتيجي والدور السوري في المحيط الاقليمي 
 من الظروف الخارجية التي لها تأثير مباشر على الداخل السوري، مرتبط بشكل اساسي بدور سوريا في الصراع العربي الاسرائيلي كجبهة اساسية استمرت في المواجهة والممانعة، ورفض التوقيع مع الكيان الاسرائيلي، ودعم الحركات المقاومة عبر فترة زمنية طويلة، مما فرض على هذا النظام استحقاقات كبيرة من تسلح  ودعم لهذه المنظمات والاحزاب الحليفة، وتعزيز قدرات الدفاع،هذه الالتزامات كانت على حساب القوة الاقتصادية للشعب السوري وقدرته على التطور والانتعاش ، مما ادى الى حرمانه من كثير من الحقوق الاقتصادية، زادتها سياسة الانفتاح التي اعتمدها الاسد الابن قسوة وانقسام بين طبقات الشعب، من جهة اخرى استغل رجال النظام من اعلاه الى اسفله شعار اولوية الصراع واهميته والتعلل بالظروف الاستثنائية، لفرض سياسة صارمة تحكم الشعب سياسيا واقتصاديا تحت شعارات اولوية الصراع وتحصين الامن القومي 
اما داخليا و بعد استلام الاسد الاب وحكم حزب البعث، اعتمد النظام السوري حكم الحزب الواحد، قامعا كل الحريات ومكرسا حكم الشخص الواحد عبر قوة الجيش والمخابرات، وتكريس الشكل الديكتاتوري الصلب المغطى بشعارات ديمقراطية هشة لاتقنع المواطن السوري، ومع استمرار  حكم حزب البعث تحول قادة هذا الحزب الى قوى اقتصادية مهيمنة على الحكم ومستغلة لكل قدراته الاقتصادية، مشكلة طبقة برجوازية حاكمة ومهيمنة تحت شعارات وطنية وعروبية يعرف السوريون انخا فارغة في معظمها 
بعد رحيل حافظ الاسد وتوريث ابنه بشار، وما رافقها من تغيرات كبيرة في موازين القوى عالميا واقليميا، دخلت سوريا في مرحلة جديدة لمن تكن افضل حال على وضع المواطن السوري ، فمع بقاء الحكم الديكتاتوري وغياب الحريات دخلت سوريا في سياسة الانفتاح الاقتصادي على طريقة ونصائح البنك الدولي، هذا الانفتاح زاد من الانقسام الطبقي في المجتمع السوري، وادى الى حرمان الفقراء من بعض التقديمات ولو كانت قليلة التي امنها لهم النظام سابقا .

اليوم الشعب السوري كغيره من شعوب العالم العربي يطمح الى مزيد من الحرية والكرامة، ويطالب بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية وحقه في المشاركة والتعبير عن رأيه، وما يحصل في الشارع اليوم يمكن ان يحمل اكثر من معنى واشارة 
وان كنا نصدق خطاب النظام في سوريا، ان ما يحصل هو مجرد مؤامرة لضرب سوريا الممانعة وحاملت لواء المقاومة ، فلا بد لنا ان نلاحظ ان قدرة المعادين للنظام السوري على تحريك الشارع سببها طبيعة هذا النظام وما يمارسه من قمع لشعبه، والذي جعل من المجتمع السوري ارض خصبة وصالحة لنمو حركات معارضة قد يكون بعضها مشبوها 
وفي كل الظروف ومع قناعتي ان من حق الشعب السوري الثورة بكل الطرق التي يرتئيها ويراها مناسبة، علينا ندرك ان المشكلة الاساس ليست في ما يضمره الاخرون من عداء لسوريا، بل هي طبيعة النظام القمعي والبرجوازي المهيمن على قرارت البلد ومقدراته والحل هو في تغيير اساسي في تركيبته، وتعزيز الحرية والمساوات والديمقراطية، وعبر التغيير حقيقي لطبيعة النظام السوري، يمكن تعزيز القدرة على المواجهة واستمرار الخط  الاستراتيجي الممانع، وبقاء الدور السوري الفعال في ادارت الصراع مع الكيان الاسرائيلي، وعلى اسس متينة واضحة ولا تكون على حساب حرية وحقوق الشعب، بل يكون هذا الشعب هو الظهر الحامي لنظامه المنبثق منه .

الأربعاء، 9 مارس 2011

بين مشروع طائفي واخر طائفي

يغيب النقاش ثم يعود بعد حين ، وتعلو الاتهامات من جديد، هذا خائن والثاني عميل، هذا يحقق مشروعا ايرانيا وذلك ينفذ "اجندة" اميركية، عود على بدء بين فريقي الحكم في لبنان
وحتى لا نسخف الصراع القائم اليوم على الساحة اللبنانية، ونعتبره مجرد صراع داخلي، لا بد من الاقرار ان هناك مشروعين كبيرين في المنطقة -على الاقل في المرحلة السابقة للثورات العربية- يتمحوران حول المصالح الاميركية من جهة والتدخلات الايرانية المدعومة من بعض الدول الكبرى -ابرزها الصين- من جهة اخرى، يتجلى هذا الصراع بشكل واضح وحاد في لبنان لخاصية الوجود الشيعي والجوار مع سوريا احد اقطاب المواجهة للمشروع الاميركي في المنطقة ( في حدود ما)، هذه الظروف الخارجية التي تجد لها حلفاء ومؤيدين على الساحة اللبنانية تشكل احد العناصر الهامة في الصراع الدائر على السلطة في لبنان 
لكن مع اخذنا بعين الاعتبار ان المتخاصمينهما فعلا على طرفي نقيض في ما يخص مشارعيهم السياسية الاستراتجية والمرتبطة بالعوامل الخارجية، الا ان حراكهم السياسي الداخلي وما يقدمونه من طروحات سياسية واقتصادية لا يتعدى كونهما وجهين لعملة واحدة 
وبنظرة موضوعية الى تكوين الكتلتين، لن نحتاج الى كبير برهان وعميق تفكير لنستنتج انهما شكل واحد في التكوين وفي الخطاب الطائفي ، وفي حرصهم على بقاء لبنان وصيغته الطائفية المتخلفة متماسكا وقويا
اليوم وفي خضم الوضع العربي المتفجر، وانعكاسه على لبنان -ايجابيا حتى الان- من المفيد الحرص على وضوح الرؤية وتحديد المخاطر في تركيبة النظام السياسي الطائفي اللبناني ومن يحميه.
نحن اليوم امام حركة جدية  يقودها الشارع اللبناني من اجل اسقاط النظام الطائفي، ومن اجل دولة مدنية ديمقراطية عادلة تحترم المساواة، وعلى الاقل توزيع شبه عادل للثروة، وسنتواجه بالتاكيد مع قوى الامر الواقع التي ستحاول حماية مصالحها، اما عبر  المواجهة او الدخول ضمن اللعبة واسقاطها من الداخل، وقد برزت بعد الاصوات من اركان اساسية في هذا النظام الطائفي تعلن دعمها وتايدها للتحرك ؟؟ وهي تعرف بشكل واضح انه موجه اليها والى مصالحها 
الخوف ان تستطيع بعد هذه القوى بما تملكه من امكانات لوجستية وتجييش لشارعها الطائفي، ان تحرف او تتدخل في تحركات الشباب الرامية في الاساس الى اسقاط هذه القوى ذاتها ونظامها الطائفي
مما لا شك فيه ان من حق اي جماعة دينية كانت ام مدنية ان يكون لها احزابها ومجموعاتها ، لكن لم يعد من المقبول ان تهيمن الطوائف واحزابها على الحكم في لبنان، دون امكانية حقيقية  في تداول السلطة ضمن نظام عادل يضمن لها ولغيرها من القوى اللبنانية على اختلافها، المشاركة في السلطة ضمن نظام حضاري مدني، يحترم حق الجميع بعيدا عن اي تمييز او حقوق لطرف ما على حساب اخر
وكل هذا لا يستقيم دون اصلاح اقتصادي جدي يضمن للناس حقوقهم - ولا اغالي اليوم في توقع اي تغيير جذري-  على الاقل تصحيح قوانين العمل لكل العمال والعاملين في لبنان، من اجل ضمان الحد الادنى من الكرامة والحقوق 
اليوم نخوض معركة تخص كل اللبنانيين بمن فيهم المتمسكين بطوائفهم والمتعصبون لها، فالعدو هو النظام الطائفي والضحية عموم الشعب اللبناني

الأربعاء، 2 مارس 2011

التغيير ممكن

لبنان على خارطة التغيير، كثيرون لبوا الدعوة وتظاهروا، كان جيل الشباب حاضرا بقوة وفعالية، فكانت الخطوة الاولى نحو حلم التغيير في لبنان
البعض فرح وتضامن من الشرفات وهو مشكور، وكنا نتمى ان يكونوا معنا في الشارع لكن ربما المطر الغزير والطراقات المحفرة الموحلة خففت من حماسهم للمشاركة، الا ان الايام قادمة اذا اردوا 
البعض الاخر سخر او تمنى ان نحقق ما ندعوا اليه لكنه واثق ان كل هذا الضجيج ليس منه فائدة، وان النظام اللبناني لا يمكن تغييره على اساس ان الشعب تعود ومرتاح لذلك، او على الاقل غير مبالي 
الكثير قيل وسيقال عن ما يمكن ان نحققه، وهناك الكثيرون ايضا لن يكتفوا بالقول بل سيحاولون عرقلة ما نقوم به ومحاربتنا وبشراسة، فهذا النظام الممتد الى المتصرفية عمقا في تاريخ لبنان، يؤمن مصالح طبقة حاكمة قوية ومتمرسة في التعاطي مع الشعب ومطالبه وحقوقه ، وهي استطاعت الصمود في ظروف صعبة جدا، بل في كثير من الاوقات استطاعت تحقيق مكاسب جديدة على حسابنا 
اليوم هناك ظروف عربية عامة مشجعة وانظمة عربية تنهار تباعا، انظمة ظنها البعض لا تهتز ولا يمكن التفكير في زوالها، ولذلك انعكاس على الشارع العربي كله، ولبنان بكل خصوصيات نظامه ليس بمختلف عن باقي الانظمة العربية المهترئة والقائمة على امتصاص خيرات الارض والبشر من اجل مصلحة حفنة حاكمة او من يدور من حولها
وان كان هناك من يشكك في امكانية التغيير في لبنان متعللا ان الوضع السيوديموغرافي يفرض طبيعة معينة من التعاطي مع الشؤون الداخلية وامكانية تغييرها، فالرد البديهي ان المشكلة الاساس هي في هذه الخاصية السلبية والمطلوب منا كمجتمع ومناضلين من اجل التغيير هو القضاء على هذه التركيبة واقصاء القائمين عليها من قوى سياسية واقتصادية 
قد يكون الطرح متفائلا او حالما لكن التغيير ممكن في لبنان، بل هو اقرب من اي بلد اخر لان الوضع اللبناني رغم التكاذب الاعلامي والمظاهر الخادعة، مهترئ ومتعفن من الداخل والنظام اللبناني من داخله منهار على نفسه ،وما يحميه هو مجرد مصالح القائمين عليه، والمتعاملين معه على اساس انه شركة مساهمة لهم يتقاتلون على حصص الاسهم فيه بعيدا عن اي حصة للشعب ، وبالتالي لا يوجد في لبنان اي قوى عسكرية او امنية قادرة على لجم قوى التغيير حين تنطلق، بل الخطر الحقيقي علىنا يتمثل بالاطراف المحيطة بالنظام اللبنانية والمستفيدة منه والتي تلعب على الانقسام المذهبي والطائفي كما العادة من اجل حماية مصالحها 
الخطر الحقيقي الذي سيواجهنا اولا هو التعصب الذي كرسه هذا النظام ومن حوله عند شرائح من المجتمع اللبناني والتي يمكن تحريكها في مواجهة اي تغيير ولو كان فيه مصالحها 
ام الخطر الثاني فهو متمثل في محاولة بعض هذه القوى ركوب موجة التغيير واستخدامها في وجه خصومهم السياسيين في لبنان وتحويل الصراع ضدهم الى صراع داخلي بين قوى السلطة نفسها 
 ثالثا تخاذل بعض القوى اليسارية والعلمانية المتجهة نحو المهادنة منذ فترة طويلة مضت والتي تحاول اقتطاع حصة لها في هذا النظام، وتاثيرها على بعض الشباب سلبا وتحويل مسارها ضد حركة التغيير او على الاقل وقفها على حياد مما يحرم التحرك من بعض الزخم المتمثل في اعدا لا باس بها لدى هذه القوى التي من المفترض ان تنضم الى حركة التغيير وتذوب فيها 
 رابعا المجتمع المدني اللبناني المخترق بشكل كبير من اجهزة ودول منها محلي واقليمي وحتى دولي ، ولا يغيب عن احد كمية الجمعيات المدنية المشبوهة او المرتبطة بشكل مكشوف بسفارات ودول خارجية مما بفرض علينا التنبه والتعامل بحذر شديد مع الافكار والطروحات الكثير التي يمكن أن  يكون لها تأثير سلبي على طبيعة التحرك ، خاصة انه في صلبه يعتمد على  هذا المجتمع المدني وحراكه 

لكن رغم كل هذ المحاذير التغيير ممكن في لبنان وقريب وشباب لبنان اليوم امام حقيقة قاسية وخيار كبير اما ان ينخرطوا في حركة التغيير من اجل مجتع حر وعادل او يكونوا جزء من حروب وقهر وذل تعودنا عليه ويعدنا به هذا النظام عبر تاريخه الاسود الطويل

الثلاثاء، 1 مارس 2011

النظرية المعلوفية

يطالعنا الزميل حبيب معلوف في جريدة السفير -1/3/2011 - بمقالة من نوع عجيب ونظرية غريبة في الوضع البيئي في لبنان،مفادها ان تخفيض سعر المحروقات وخاصة البنزين يزيد من قدرة المواطن على استهلاك هذه المادة الشيطانية التي تدمر كوكبنا، وبالتالي فهو يقترح رفع سعرها بما لا يسمح للمواطن اللبناني وقدراته الشرائية المتواضعة الحصول عليها ، وفي ذلك وجهة نظر بيئية بلا شك 
وبما انه يوجب على الشيء مقتضاه، وعملا بالنظرية المعلوفية نقترح بعض الافكار المهمة بنظرنا للحفاظ على البيئة في لبنان والعالم 
1- رفع اسعار الخضار والفواكه التي لها قشور سميكة تسسب النفايات مثل البطيخ الملفوف البطاطا الارضي شوكي وغيرها
2- رفع سعر الخبز  للحد من استهلاكه لما تسببه الافران من انبعاثات خطيرة ، اضف الى ذلك الاعتداء على الغابات من اجل زراعة القمح 
3- رفع اقساط المدارس الخاصة والغاء التعليم الرسمي للتخفيف من باصات النقل في المدن الساحلية، واقفال كافة المدارس في الجبال والاماكن المرتفعة او فتحها صيفا للتخفيف من مصروف التدفئة والتي تنعكس سلبا على البيئة 
4- اقفال المستشفيات ومنع الاطباء من علاج البشر لما يسببونه من استهلاك للاوكسيجن وانبعاث ثاني اوكسيد الكاربون 
هذه بعض الافكار الاولية ونرجوا ممن عنده اقتراحات المساهمة معنا في تحسبن البيئية

السبت، 26 فبراير 2011

بري VS قذافي

اليوم تحمس رجال امل للثورة الليبية وحدها من دون كل الثوراة بما فيها البحرين، وبكل صدق وعفوية هم يدعمون الشعب ضد هذا الطاغية الذي استمر في الحكم كل هذا الزمن، اما قضية الامام موسى الصدر فما هي الا تفصيل من ضمن التفاصيل التي يناضل من اجلها رجال حركة المحرومين الى جانب اخوانهم الليبيين
اليوم اصابهم الحماس لحق الشعوب في تقرير مصيرها، ومن اجل الديمقراطية وتداول الحكم، نعم حركة امل برئيسها نبيه بري مع تداول السلطات من اجل مجتمع عربي حر وديمقراطي ، لكن طبعا ليس في لبنان بل في ليبيا او اي مكان اخر 
لنتذكر تواريخ مجلس النواب اللبناني، وهو اقصى ما يستطيع ان يصل اليه سياسي شيعي، من يحكمه منذ 1992 ومن دخل في الصفقات والتنازلات من اجل ان يبقى قائما عليه وفوقه، الم يوافق على اخراج المجرم سمير جعجع من السجن ضمن صفقة لبقائه على رأس مجلس النواب 
ولمن يقول انه منتخب ، عذرا فالقذافي ومبارك وبن علي ايضا منتخبين ومن الشعب مباشرة، وهم حسب ميزان الديمقراطية العربية وخاصة البدعة اللبنانية التي تسمى ديمقراطية توافقية ممثلون عن الشعب وخدمه، كلهم بشكل او باخر في نفس السلة من لبنان الى اخر نظام عربي،فساد وتمسك بالسلطة وتوريث( الا سعد الحريري فقد اتى الى السلطة بسبب تاريخه السياسي ونضاله الطويل في صفوف الشعب )
من الغريب كيف تتحول كل الاحداث الكبير في العالم الى استثمارات تافهة في السوق اللبناني وكيف يتعاطى السياسيون واصحاب الحكم معها وكان كل ما يحدث هو مؤامرة علينا او لسبب يتعلق بنا 
متى سيعون ان الدنيا تسير قدما من دوننا ونحن وحدنا غارقون في تفاهتنا الطائفية، داخل هذا الوطن المتشرذم وهو اقل من ان يكون وطنا بكل مكوناته فكيف وهو مقسم ومشرذم بين طوائفه ومذاهبه
اليوم نأمل ان تنتقل العدوة من الشباب العربي الينا في لبنان  فنهب شبابا يدا واحدة ضد الكثير من القذافيين والمباركيين الذين يتحكمون بهذا الذي لم يعد وطنا على الاقل لشعبه الذي يرزح تحت ضغط مصالحهم وشركاتهم وفسادهم

الجمعة، 25 فبراير 2011

اليوم بداية غدنا

كم هو جميل ما نراه ، اتى بعد يأس وفقدان امل وانهزام نتحمل اللوم عليه، يإسنا من انفسنا لكن الشباب لم ييأسوا ، فقدنا الثقة بغدنا ، لكن الشباب ارجعوا لنا ما فرطنا به 
كم نحن خجلون من بعض ما اعترانا من خوف وتقاعس، ومن استسلام لواقع مرير كاد يسحلنا، لولا بعض من شجاعة اعادتنا الى صوابنا 
اليوم سقطت الحجج والراهانات العقيمة، اليوم ما روج له انه افكار ولغة خشبية  يعيد تشكيل الخارطة في كل مكان ، شعوب العالم العربي التي قيل وقال بعضنا عنها انا في سبات لن تستيقظ منه ، هي اليوم تقلب الارض وتزلزلها تحت اقدام الانظمة الفاسدة والتي قهرتها واستغلتها لعقود، اليوم نحن امام مسؤولياتنا وعلينا جميعا ان نتحرك نحو غدنا، لم تعد لدينا حجة الانهزام ولا عقدة الخوف ولا الكثير مما روج لنا فقبلنا به 
اليوم اما ان نقوم معا لصناعة غدنا او فلنمت في حزننا وضعفنا

من 14 الى 8 قرف مستمر

كما انتم سخيفون ، ممتهنون ، غارقون في تفاهاتكم اليومية والصغيرة ، تظنون صدقا ان العالم بل الكون يدور حولكم، تتعلقون كالطفيليات على جسد هذا الوطن ، ورغم ذلك تتبجحون انكم عماده واساس بنيانه ، من اقصاكم الى اقصاكم ترددون نفس النغمة باللحان مختلفة، لكنها كلها مملة وعقيمة  وغارقة في تفاصيل طوائفكم ومذاهبكم العفنة
بعضكم وان كان لا يرقى الشك الى دوره الكبير في تحرير الجنوب وهزم اسرائيل تكرارا ، الا انه اغرق المقامة والوطن في تفاهاته الصغيرة وحساباته المذهبية والطائفية ، وان كان حرر الوطن الا انه يساهم اليوم في دفعه نوح التقسيم والشرذمة والمزيد من الانقسام بين ابناءه
بينما نقضيمكم في الحكم وشريككم في الجريمة ضد الوطن، وصل الى حضيض العمل السياسي ، وهم اليوم من مجرمهم سمير جعجع الى اخطبوط المال سعد الحريري ، يصيبوننا بالقرف من كثرة ما اعادوا علينا نفس الخطاب الكاذب والتمجق بالشعارات الفارغة، من طلب الحقيقة عن مقتل احد اكثر السياسيين الفاسدين في تاريخ لبنان والذي علينا ان ننحر الوطن من اجل معرفة قاتله، وصولا الى حب الحياة والذي يكون بنظرهم عبر امتهان كل كرامة للناس والفقراء والبسطاء، حياة ينعم بها اطحاب المال والسلطة الذين ينهبوننا كل يوم 
من 14 ال 8 ، قرف مستمر وزعماء لدويلات صغير ومافيات مال ومصالح اقتصادية متشابكة ، ندفع نحن وحدنا ثمنها ن والى المضللين ورائهم عذرا انتم بنفس القذارة حتى تبرهنوا العكس ، اخرجوا منهم وعليهم وتخلصوا من قذاراتهم التي ترمى عليكم وانتم فرحون بها 

انظروا حولكم كل الدنيا تتغير وتثور وانت غارقون في غبائكم وانتقدياكم وراء هذه الطغمة التي تظنون انها حاميكم وراعيكم

الأحد، 13 فبراير 2011

عاد لنا الحلم

هو فرح بلا شك ، ما اجملكم يا شباب وشابات تونس ومصر ، ما اروعكم وانتم تعيدون لنا لون الامل ، شممنا من من ميادينكم رائحة الحرية على بعد المسافة، لكم الف تحية، انتم كسرتم حاجز الممنوع قلتم كلمتكم ، صدحت حناجركم فكانت ثورة
اليوم نخجل من ياسنا من خوفنا القديم ، اليوم نخرج من قوقعة الجبن والانهزام ونقول ان الغد مشرق والتغيير ممكن فقد فعلها قبلنا شباب تونس ومصر
عاد لنا الحلم اننا بشر كما يجب ان يكون البشر ، احرارا احرارا

السبت، 12 فبراير 2011

انتم يا شباب مصر من يصنع المستقبل

اليوم هو البداية، نجح شباب مصر واهلها في انتزاع حريتهم من النظام الطاغي، هزموا خوفهم وتحدوا ثلاثين عاما من القهر والتعذيب والقمع
اليوم بداية الرحلة، رحلة بناء مصر كما حلموا بها ن حرة عادلة، لكن المشوار صعب وتركة مبارك ما زالت معششة في تفاصيل كل الاجهزة العامة منها والخاصة ، ولن بكون من السهل انتزاعهم والتخلص منهم، ستخوضون حرب شرسة للحفاظ على مكاسبهم، وهنا دوركم الحقيقي يا شباب وشابات مصر، عليكم الاستعداد لحرب طويلة وصعبة من اجل مصر التي تريدون ونريدها معكم
لن يقبل من استنزف الشعب وكدس ثرواته عبر الزمن الماضي ان بتخلى عن مكاسبه وان يعد ما كان من حق اهل مصر لهم، عليكم انتم انتزاع حقوقكم وارجاع ما نهب وما اخذ منكم
مصر تنظر اليكم وكلنا معها على امتداد العالم العربي بل وكل العالم، وقد برهنتم في الايام الماضية انكم اكثر وعيا وقدرة عما ظن بعضهم، انكم تخطيتم كل الشعارات الفارغة التي تتغنى بها الاحزاب والتنظيمات عبر الزمن الماضي
اليوم بداية الرحلة، لا تغادروا الشارع لكن ايضا تقدموا نحو اماكنكم في ضياغة مستقبل مصر، ولا تطنوا ان هناك من هو اقدر منكم ايها الشباب والشابات على معرفة ما تريدون، انت صنعتم النصر وانتم من يستحق قطف ثماره من اجل مستقبلكم ومستقبل مصر
اليوم فاض النيل ليس طميا خصبا بل بشرا زرعوا العالم كله املا في غد حر، وان زمن الثورات لم يافل

الخميس، 10 فبراير 2011

الى القصر

لا كلام فوق كلام مبارك ، فلتكن ثورة ولتعلق مشانق، يا شباب مصر لم يعد ينفع اليوم الحركات السلمية الى القصر والى كل جحور النظام القديم ، هو اليوم تحت ارجلكم سقط النظام وما بقي عليكم الا ان تكنسوه، يا شباب مصر لا تنتظروا الجيش او اي احد غيره ، اقتصوا من من ازلكم عقودا وازل مصر ، اليوم يومكم الان

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ما فيش عساكر وقهر تاني


نواره بنتي النهارده تبقي
بتخطي عتبه
ليوم جديد
يارب خلى
يارب حافظ
يارب بارك
يارب زيد
يارب كبر
نواره تكبر
وتبقي أكبر
فى كل عيد
لا كل جمعه
لا كل يوم
لا كل ساعه
لا كل لحظه
تنول وتخطي
وتزيد نباهه
وتزيد ملاحظه
وتخظى مصر السعيده بيهم
ويبقوا ليها
وتبقي ليهم
غيطانها جنه
وترابها حنه
والنسمه خمره
ف قزازه حمرا
والنيل نجاشي
ما فيش ما جاشي
تمللى يجي
أخضر مليجي
دايما يوفي
دايما يكفي
كل الخلايق
يصبح صباحه
فلاح يمشي
على شطه عايق
والدنيا صافيه
والجو رايق
ما فيش معاكسه
مافيش مضايق
ما فيش عساكر وقهر تاني
كل الاماني بقت حقائق
يارب وفق
يارب وأفق
يارب ريد
واكتب عليهم
فى كل لحظه
فرح وعيد

اليوم نوارة في ساحة التحرير معها الاف من النوارات الاف من الشباب الذي يريد ان تصبح الاماني حقائق، يصرخون لمصر جديدة يفرحون بها وتفرح بهم، مصر كما كتبها احمد فؤاد نجم وغناها الشيخ امام فكان الاعتقال نصيب احلامهم وحبهم للحرية والعدالة
اليوم الكل يصرخون يا شيخ امام معك "مافيش عساكر ولا قهر تاني" صار صوتك اليتيم اليوم صوت الاف الشبان، انه حلمك القديم وايام عذابك انت وكل احرار مصر الذين عانوا على مر عقود من الملاحقة والتعذيب والقهر والاعتقال والنفي، اليوم حلمكم يزهر ثورة.
ما هو
حاصل اليوم في ميدان التحرير هو ما بذره قبلا قليلون رفضوا السكوت عن القهر والقمع، اليوم وقت قصف الغلة التي زرعت بالدم والعرق والعذاب في سجون نظام مبارك ومن قبله، اليوم ايضا وقت المحاسبة ، وقت دفع الثمن عن كل ما مضى من ظلم، لا تخجلوا يا شباب مصر من ان تكونوا قضاة لكن لا تكونوا جلادين، الوقت اليوم لتتحول احتجاجاتكم الى ثورة، ثورة غضب كما اسميتموها فلا تخافوا الاقدام والتحدي واخذ ما هو لكم بيدكم، الان وقت ان تصبح كل الاماني حقائق

الأحد، 6 فبراير 2011

احذروا الجيش

كشف الجيش المصري اخيرا عن حقيقة موقفه وبانت اليوم لعبته المكشوفة وان فشلت، في هذا الوضع القائم في مصر اليوم من الغباء ان نصدق حيادية الجيش، هذا الجيش الذي رباه حسني مبارك بالتعاون مع الولايات المتحدة واجهزة مخابراتها.
الجيش المصري حاول لعب لعبة تجار سوق الخضار وهي طريقة قديمة حيث يمثل الوسيط او السمسار دور المتعاون مع الزبون ويقف الى صفه ضد التاجر حتى يكسب ثقته وتايده ليقوم بعد ذلك باقناعه بما كان قد رتب بينه وبين التاجر، لكن شباب مصر من جديد رفضوا الخضوع لاي اغراء او تخويف او احتيال وهم اليوم من جديد يصمدون في وجه كل من يحاول اللعب على ثورتهم او سحب البساط من تحت ارجلهم
الجيش هو جيش مبارك ونظامه بقناع الوطنية والتضامن معكم احزروه ولا تعطوه ظهركم، واعملوا بالمثل المصري القائل "حرص من صاحبك ولا تخونو " هذا اذا حسنا النية واعتبرنا الجيش من الاصحاب وهناك شك كبير بذلك
يا شباب مصر كل يوم تشخص عيوننا وقلوبنا اليكمي نجاحكم وصمودكم اول الغيث وباب التغيير في كل الوطن العربي

السبت، 5 فبراير 2011

الى الشباب المصري حتى لايهمش دوركم

نسمع اليوم الكثير من الكلام عن ان ما يحصل في مصر هو حركة شبابية بعيدة عن السياسة والاحزاب والقوى الفاعلة او التقليدية في الساحة السياسية المصرية ، ومما لا شك فيه ان هذه الثورة بكل مافيها وعليها قوامها الشباب المصري، وبالتحديد شباب مصر اليافعين، وهم الذين اخترقوا جدران الرقابة التي فرضها النظام مستخدمين الوسائل البديلة خاصة الالكترونية منها لينظموا انفسهم ويتحركوا في اكثر من طريقة واحتجاج كا ن اهمها واخرها ما نشاهده اليوم في شوارع مصر
ما وصل اليه الشباب ا من تجييش لكل المجتمع المصري واجبار القوى السياسية المعارضة بالاحق بهم والرضوخ الى ارادتهم وفرض شروطهم الى اليوم،هو انجاز كبير ن لكن الخطير في هذا الاصرار على عدم انتماء هؤلاء الشباب الى اي تيار سياسي واعتبارهم مجرد محتجين غير مسييسين سوف يستغل بطريق سيئة، وستؤخذ عليهم كحجة حين سيتم تقرير الخطوط السياسية للنظام القادم
لذلك فالمطلوب من الشباب عدم الانجرار نحو هذا الفخ وان يثقوا انهم هم من يصنع السياسة الحالية ويجب ان ينظموا انفسهم في اطر فاعلة تسمع صوتهم وليس بالضرورة ضمن الاطر الموجودة سابقا، بل يمكنهم ايجاد اشكال جديدة تنظم عملهم وتوصل اراءهم حيث يكون فاعلين واساسيين في صناعة القرار ورسم شكل الدولة الجديدة التي يريدونها .

الجمعة، 4 فبراير 2011

لا تدعوهم يسرقوا ثورتكم

اليوم برهن شباب مصر انهم عازمون على تكملت الثورة ، وما احتشادهم في ساحات المدن المصرية في ساحة التحرير وغيرها الا تعبيرا عن عدم الرضوخ لكل المحاولات التي قامت بها اجهزت النظام السابق - وهو نظام ساقط مسبقا - والاصرار على اسقاطه نهائيا وبشكل رسمي، وهو امر اصبح مفروغا منه ويقين عندهم وما هي الا فترة قبل ان نراه يتهاوى امام هذه الثورة العظيمة .
لكن .. الخطر الكبير القادم -وهو نقطة ضعف هذا التحرك من يومه الاول- ما ستؤل اليه الحالة بعد سقوط وذهاب مبارك، خاصة انه من الواضح ان القوى الدولية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانبا بشكل خاص يعملون بجد وقوة على تجيير نتائج ما يحصل الى حركات سياسية قريبة منهم او على الاقل الحفاظ على كل المكاسب الاستراتيجية والامنية والعسكرية التي حققوها خلال عهد مبارك، وتتمحور اهتماماتهم حول ثلاثة محاور اساسية
اولها تامين قناة السويس التي تعتبر الشريان الاساسي والحيوي لاوروبا واميركا خاصة لما تمثله من اهمية كبيرة لنقل النفط، وقد شكل موضوع القناة المحور الاساسي في المفواضات التي جرت مع الجيش وبعض الشخصيات المقربة من المعارضة، ومن الواضح في غمرة كل ما يحصل ان القناة تم تحيدها واستمرت بالعمل دون اي مشاكل تذكر، ويمكننا رصد الكثير من الانباء التي يثتها المحطات العربية والاجنبية التي تحدثت واكدت على ان وضع القناة سليم وغير متأثر بما يحصل في الشارع المصري.
ثانيا اسرائيل، وهو موضوع هام جدا اليوم في ظل تقدم الاخوان المسلمين ولعبهم دور اساسي في ما يحصل على الساحة المصرية، والخوف من ان يكون لهم حصة كبيرة ومؤثرة في التركيبة الجديدة ، وبالتالي فتح الخطوط على غزة في اضعف الاحتمالات وصولا الى طرح فك الارتباط مع اسرائيل والغاء الاتفقات في بينهما، وهذا يمثل خط احمر بالنسبة للنظام الاميركي والمجموعة الاورو بية.
ثالثا الملف الامني والدور الكبير التي لعبته مصر في المرحلة السابقة في ضبط الايقاع الامني في المنطقة عموما ، ويمكن رصد الدور الكبير التي مثلته مصر خلال التوترات في لبنان والسودان، وغياب هذا الدور سينعكس سلبا على الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، خاصة في مواجهة ما يسمى دول المواجهة.
هذه الاسباب مجتمعة تزيد من مخاوف سرقة ثورة الشباب في مصر، وتجعلنا في ريبة من ان يتم المساومة عليها من قبل بعض من اسقطوا على التحركات، ومن الاخوان المسلمين حيث يشكلون في واقع الامر القوة الاكثير تنظيما بين القوى المتحركة على الارض.
المراهنة اليوم على وعي الشباب المصري وعدم قبوله بانصاف الحلول، لان بامكانه الحصول على كل ما يريد، انتم اليوم أصاحب القرار، فلا تدعوا احدا يسرق ثور تكم