السبت، 7 سبتمبر 2013

الحياة لم تعد خيارا

 مكرم كامل
 
 
 
ليس لكم ان تختاروا لي  موتي، إنه خياري موتي يخصني وحدي، أنا من يختار السلاح، ليس مجلس الامن، انا من يختار المكان وليس الحلف الاطلسي، وانا من يختار الزمان وليس شبيحة او متطروفون، موتي هو اخر ما املك دعوه لي .
لا يهم ن قد اختار قارعة طريق في بلد شقيق، او شارعا رئيس، قد اموت على باب مستشفى، او اختار الموت تخمة بعد أن أأكل المساعدات دفعتا واحدة، وان كنت محظوظا قد اموت ضحكا وأنا اشهد نشرات الاخبار
اخذتم حقي  في الحياة فدعوا لي خيار الموت
 
(من مذكرات مواطن سوري) 

الجمعة، 16 أغسطس 2013

من القاهرة الى بيروت ...

 
مكرم كامل
 
 
 
 
بين مصر المجزرة وسوريا الجرح المفتوح ولبنان القنبلة الموقوتة، تضيع  اليوم البوصلة والاتجاه، العسكر في مصر مجرم في قتله الاخوان، والاخوان مجرمون سبق وما زالوا يستبيحون حرية وكرامة شعب مصر، النظام السوري هو الوحيد الذي يجاهر بضرورة محاربة اسرائيل لكنه يستبيح شعبه ويتهضده، المعارضة السورية  تقاتل نظاما مستبدا قمعيا لكن يسيطر عليها اليوم التكفيريون  ويمولها اصحاب النفط وكلاب الراسمالية الغربية، حزب الله هو او حركة مقاومة في العالم العربي استطاعت أن تهزم اسرائيل وتهدد امنها، لكنه حزب طائفي منغلق ورجعي  وتورط مؤخرا في لعبة الدم السورية.
 وهكذا كل الاطراف معها حق وعليها حق، كلها ظلمت وكلها مظلومة، وبينهم يموت  ويسحق ويهان الاف الناس الفقراء والمحرومين والمهمشين، بينهم ندفع نحن الفقراء والعمال والموظفين الثمن، وسنبق ندفعه طالما لم ندرك أن علينا أن نكون الصوت الاقوى  واللاعب الاساسي في تقرير مصيرنا ومستقبلنا . 

الجمعة، 9 أغسطس 2013

يسقط يسقط حكم العسكر

مكرم  كامل
 
 
 
في الحديث عن الشارع المصري اليوم لا يمكن أن نغفل أن الكثييرين من المصريين ، خاصة فقراء مصر وهم الاغلبية يؤيدون الجيش المصري، وهو رد فعل طبيعي على المرحلة السابقة من حكم الاخوان حيث فشل هؤلاء في تطمين المواطنين والحصول على ثقتهم بأن الدولة قادرة على حمايتهم، بل على العكس فقد مارسوا الكثير من القمع وإستغلال السلطة  من أجل محاربة خصومهم الذين كانوا بالامس القريب حلفاءهم في الثورة.
ومما لا شك فيه أن للأخوان  أيضا قاعدة شعبية كبيرة، وهي قاعدة مبنية على ايديولوجية دينة  لها عمقها في وجدانهم وحياتهم، ورغم كل الاخطاء الكثيرة التي ارتكبها الاخوان خلال حكمهم من -وجهة نظرنا- الا ان جمهورهم يعتبر معظمها انجازات وانتصارات كبيثرة، خاصة ما يتعلق بأمور الدين والشرع.
 
في المقابل لا يبدو المشهد المدني والعلماني واليساري، واضحا ومتبلورا، ورغم ان الكثير من شباب الميدان وكوادرهم يملكون وعيا ورؤية واضحة للمشكلة في مصر والحلول المرتجات لها ، إلا أنهم  يفتقدون إلى التنظيم والتوحد في كتلة ضاغطة لها تاثيرها في مجريات الاحداث السياسية، اضف إلى ذلك تذبذب بعضهم وعدم الوضوح ليدهم في مواقفهم بين الجيش وجبهة الانقاذ والاخوان.
في خضم كل هذا يبرز دور الجيش بشخص "السيسي "الذي يسعى وبقوة لفرض هيمنته على الدولة وقيادتها، وهو يعول بشكل كبير على الخلاف الحاد بين تيار الاخوان وبين المجتمع المدني، الذي يقف بقوة في وجه اخونة الدولة وجرها من مشروعها الديمقراطي الى كيان ديني متعصب وسلطوي.
وهنا تبرز المشكلة الاكبر ، حيث يستغل الجيش هذا الخوف لدى الشباب المصري من الاخونة ليشدد قمعه على هذا الفريق السياسي الذي يملك الحق في الحصول على دوره وفي مشاركته في الحياة السياسية المصرية من أوسع ابوابها، بل هو الفريق الاكثر قدرة وتنظيما بين كل الاعبين في الساحة المصرية، وما يقوم به الجيش اليوم من تضيق اعلامي وسياسي وميداني على الاخوان هو من الانتهاكات البشعة لحقهم في العمل السياسي التظاهر والاحتجاج، والاخطر من ذلك أن هذا يتم بغطاء من الكثير من المشاركين في الثورة المصرية وتحت سقفها.
ومن هنا فمن سيقوم اليوم بالقضاء على ما تبقى من منجازات شباب مصر، بعد أن قضمها حكم الاخوان، هو الجيش المصري الذي لن ينتج عنه أي دولة ديمقراطية او حرة او عادلة، وفي افضل الاحوال سوف يعيد اليلاد الى قانون الطوارئ الذي حكم فيه مبارك الشعب المصري تحت نفس الشعار ، محاربة الارهاب والتطرف .

الجمعة، 5 يوليو 2013

وحول الديمقراطية تغرق مصر

مكرم كامل
 
 
قال الشعب المصري كلمته مرة اخرى، لكن؟
 
في ظل كل هذا النقاش العقيم حول الدستورية اوعدمها، وحول ما هو ديمقراطي وغير ديمقراطي ، يغرق الجميع في مستنقعات جدلية ليس لها معنى.
 
والحقيقة الوحيدة التي يجب التركيز عليها هي وضع الملايين من الشعب المصري الذي يعيش في ظروف مشينة ، ويعاني الفقر والجهل، وغياب أي من الخدمات البسيطة التي تحفظ كرامته الانسانية.
 وفشل الاخوان ليس كما تصوره المحطات والسياسيين والمتفذلكين على شاشاتها، الواقع الحقيقي لتحرك الناس هو فشل هذه الجماعة في ايجاد حلول للمشاكل اليومية التي تهم الشعب المصري والمرتبطة بميعشته وحياته اليومية، والتهت في تفسير الشرع وما يجوز ويحرم بعيدا عن كل المشاكل الحقيقية التي اورثها نظام فاسد عاش على استغلال وقهر الشعب المصري.
امام الثورة اليوم مهمات كبيرة منها القانوني والدستوري وهو بلا شك اساسي ومهم، لكن الاهم هو العمل على  تحصين الثورة بشعبها، العمل على تامين المتطلبات الاساسية لهذا الصمود وهو احساس الشعب ان الثوار لديهم خطة واضحة لحل المشاكل التي يرزحون تحتها، وضرورة اعادة توزيع الثروة المنهوبة والمتركزة في يد الطغمة الحاكمة والمتحكمة من ايام مبارك والتي ما زالت قوية ومتمتعة بكامل حقوقها.
اليوم يجب ان تكون ثورة قبل الديمقراطية، اليوم على شباب الثورة ان يفرضوا منطقهم قبل ان تبتلعهم جدلية الحكم والحكام، اليوم على الشارع ان يحكم ويسترجع ما اخذ منه والا خسره لفترة طويلة قد لا تنتهي قريبا.


الأحد، 16 يونيو 2013

روحاني والقديم الجديد

مكرم كامل
 
 
 
تشهد المنطقة اليوم أحد أكبر الصارعات في القرن الواحد والعشرون، ولإيران فيها دور اساس قد يكون الاكبر والاخطر، وهو الركيزة الاساسية التي يبني عليها الفربق االمعادي لإيران هجومه، فهي الدولة الفارسية المعادية للعرب والتي لها مطامع تاريخية فيه حسب بعضهم، والدولة الشيعية التي تهدد استقرار دول السنة التاريخيلبعضهم الاخر، والذي طالما عانى من بعض الثورات القلائل عبر تاريخه لكن لم يصل الخطر يوما إلى مستوى دولة مركزية قوية يمكن لها أن تلعب دوارا كبير في اعادة رسم موازين القوى في العالم الاسلامي.
في خضم كل هذا تشهد ايران اليوم وكما بدا واضحا ، صعود نجم الاصلاحيين من جديد بشخص حسن روحاني، وهو كان قد طرح الكثير من المواقف الجريئة أبان حملته الانتخابية طالت مواضيع مصنفة ممنوعة وخطيرة في القاموس التقليدي الايراني، مثل العلاقة مع الولايات المتحدة، والملف النووي، وحرية التعبير ووضع الاعلام  وغير ذلك من شعارات لا بد أنها أثرت كثيرا في جذب الكثير من أصوات الشباب لصالحه.
لكن هل فعلا نحن أمام تغيرات حقيقية في ايران وما مدى تأثيرها على السايسة الخارجية وعلاقة ايران بالمنطقة وملفاتها.
على الصعيد الداخلي يبقى التغيير منحصرا ضمن الضوابط الدينية والشرعية، وقد تكون تجربة خاتمي خير دليل على الانفتاح الموجه الذي قاده، بمعنى أن الوضع الداخلي الايراني لن يتجاوز عتبة الولاية الفقهية، ولن تكون هناك بأي شكل معارضة حقيقية خارج بوتقة الدين والمرشد الاعلى، بمعنى أن الحد الاقصى الذي يمكن أن تصل اليه هو القليل من التراخي في المراقبة والملاحقة في الامور الشرعية التي كان نجاد قد اعادها الى الشارع، مثل الشرطة الدينية والرقابة القاسية على الاعلام والعمل الطلابي في الجامعات، أما حلم ممارسة أي نوع من الحرية الحقيقية في ظل النظام القائم فهو مجرد كلام فارغ وغير واقعي.
خارجيا، هناك موضوعين اساسيين يشغلان ايران في الاونة الاخيرة، الملف النووي وعلاقتها بالغرب، والوضع العربي وخاصة سوريا وفلسطين، في الملف النووي يبدو أن ايران تستعمله بشكل اساسي من أجل ابتزاز الغرب والتفاوض معه على ملفات كثيرة أخرى متعلقة بالعزلة الايرانية والحظر المفروض عليها، من جهته يحاول الغرب ايضا استعمال الملف النووي من أجا مفاوضة ايران من جهته على ملفات تتعلق بإسرائيل ولبنان والنفط والدور في العراق، ولا يغيب عن ذلك الدور الروسي والصيني الذي يشكل دعما خلفيا للموقف الايراني في محاولة لايجاد توازن قوى جديد عالميا، صار واضحا وجليا في الصراع القائم اليوم في سوريا، ويبدو أن صعود الدور الروسي وظهوره بشكل قوي سيكون له تأثيرا قويا على سياسة ايران الخارجية خاصة اتجه الولايات المتحدة الاميركية، وليس بالضرورة أن الموقف الايراني سيصبح اكثر تشددا بل على العكس قد يصبح أكثر تراخيا بسبب الشعور بالامان والقدرة على التفوض والاتفاق بشك ندي.
في ما يخص المنطقة وخاصة في سوريا ولبنان، لا يبدو أن السياسة الايراني متجهة إلى أي تغيير جدي، حيث أن الورقتين الاخيرتين في يدها اليوم هما حزب الله والنظام السوري، ولن تقبل ايران بالتخلي عن أي منهما بشكل طوعي، خاصة بعد خروج حماس من تحت وصايتها وانقلابها على ما يسمى خط الممانعة، ورغم الغزل الكبير بين مصر مرسي والإيرانيين إلا أن مصر اليوم تشكل عائقا لم يصل بعد إلى التهديد للدور الايراني، وبشكل خاص فيما يتعلق بالملف الفلسطيني والذي يعتبر حجر اساس في المنظومة الفكرية الايرانية ومبرر تدخلها في كل ما يخص المنطقة.
خروج نجاد والمحافطين قد ينعكس ايجابا ولو بشكل نسبي على الداخل الايراني، لكن صعود الاصلاحيين بشخص روحاني المقرب من المرشد الاعلى خامنئي لن يكون له تاثير جوهري على ايران وسيبقى الايرانيون تحت نفس العباءة الدينية وبنفس المنظومة القديمة.


السبت، 11 مايو 2013

سوريا ملف للتفاوض

مكرم كامل
 
 
 
الغارات الاسرائيلية التي استهدفت سوريا مؤخرا ، لا يمكن وضعها إلى في إطار التدخل المرفوض لكيان عدو في قضية عربية، ومهما كان الموقف من الصراع الدائر في الداخل السوري، يبقى ما حصل مرفوضا بكل المقاييس والمفاهيم السياسية والقانونية والشرعية الدولية، أو أي مسمى يتبناه من يصرح ويتكلم .
 
والجانب الاخر لهذا العدوان يحمل في طياتنه الكثير من علامات الاستفاهم حول ردود الفعل التي ظهرت، وهي في مجملها ومن مختلف الجهات -الموالية للثورة او للنظام- ردود وتحليلات لا ترتقي إلى مستوى الفعل، وبقيت في حدود تسجيل نقاط ومواقف ضد الجهة المقابلة محليا او اقيلميا، بينما كانت حصة إسرائيل وعدوانها هي الاقل اهتماما وتركيزا وتحليلا في معظم من صرح أو حلل أو علق على الحدث.
من المخجل أن نتوصل إلى مرحلة من غياب الوعي ولاادراك لما يحيط بنا، والتلهي بما هو أقل بكثير من حقيقة القضية الاساس، ففي سوريا التي تعاني اليوم حربا أهلية حقيقية تخطت مفهوم صراع بين الثورة والنظام، لتصبح معركة مفتوحة بين الشعب السوري نفسه، مدعمة من كتل سياسية اقيلمية ودولية اكبر بكثير مما تتحمله الساحة السورية وشعبها، وهو ما ينعكس دمارا وقتلا وتشريدا للسوريين من أي جهة كانوا، في المقابل نجد الحراك السياسي المحلي -سوريا ولبنانيا-  يضيع في زواريب المحاصصة والاستفادة الشخصية والسياسية الضيقة، مستخدما كل هذه الدماء التي تهرق في سوريا من أجل صرفها في أزقة السياسة الصغيرة، بينما الحديث الدولي عن الازمة السورية هو الاكثر بعدا عن ما يجري على الارض، وينظر إلى ما يحدث من زاوية شد الحبال والمفاوضات على ملفات متشعبة وكثيرة يشكل الملف السوري مجرد محرك لها وليس في صلبها، وعدد الضحاية والدمار والتهجير هي مجرد ارقام يمكن تحمل كلفتها طالما ليست من جيوبهم.
 
لم يعد الصراع في سوريا على طبيعة النظام، ولا على دور سوريا الممانع او الغير ممانع، اليوم الصراع في سوريا قائم على تحسين شروط التفاوض بين قوى كبرى على راسها روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى، وما يحدد كمية الدم الذي سيسفك على ارضنا مرتبط بكيفية سير ملف التفاوض هذا، وفي احسن الاحتمالات نأمل ان لا يطول التفاوض علنا نوفر بعضا من دمائنا .

الأربعاء، 1 مايو 2013

..إتحدوا

مكرم  كامل
 
 
 
الاول من أيار، يوم واحد في السنة مفترض أنه عيد للعمال، لكن العيد بمفهومه هو إحتفال وتكريس لحدث جميل أو انجاز كبير، نتذكر فيه قدرتنا على التغيير أو الفرح او نسترجع ذكرى لحظة أ و مرحلة أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم من رقي وتتطور، أما عيد العمال اليوم هو ابعد ما يمكن عن العيد، وفي كل أصقاع الارض، حتى الانجازات القديمة التي حققها العمال بتضامنهم - ومنها العمل 8 ساعات- أكلتها الماكينة الرأسمالية في دولها الصناعية الكبيرة قبل بلداننا، العمال اليوم في كل ماكن ينزفون عرقهم كل يوم أكثر فأكثر من أجل اعلاء  وتكريس ثروات قلة، قلة لم تعد كما كانت قديما مجرد أفراد أو حكام أو دول، هذه القلة اليوم فوق الحدود وعابرة لها، أقوى من الدول الانظمة والملوك  ومسيرة لها، أكثر صلابة وتجزرا من كل الايديلوجيات، هي اليوم شركات عالمية دول من المال والمصالح لا يهمها عدد البشر أو الضحايا أةو الفقراء الذين تنتجهم من أجل ازدهار أعمالها، تصنع الحروب فنكون نحن العمال وقودها وضحيتها، تعيد اعمار ما هدمته فيكون على حسابنا وعرقنا واكتافنا.
اليوم نحتاج إلى صناعة يوم جديد للعمال، يوم نعيد فيه رسم الصورة والعلاقة من جديد داخل مجتمعاتنا، اليوم نحن بحاجة أو نكون عمالا عالميين كما هي الشركات التي تستغلنا وتستبيح عملنا وتعبنا، عدونا الحقيقي ليس العامل الاخر الاكثر فقرا وقهرا منا، ليس الغريب الجائع الهارب من ظلم إلى ظلم، ليس من يزاحمنا على لقمة نحن وهو محرومون منها، بل عدونا هو من يحرمنا جميعا حقنا في تعبنا، من حق اطفالنا في  العلم والفرصة المتساوية من أجل صناعة مستقبلهم، من العمل الكريم والعادل مقابل العيش الكريم، عدونا نحن أنفسنا الذين نقتل بعضا بعضا فقراء وعمال، بدل توجيه قوتنا مجتمعة الى عدونا جميعا،اصحاب المال والسلطة والشركات المصارف ،الذين كلما زاد إقتتالنا في ما بيننا زادت قوتهم وثروتهم وقدرتهم على التحكم بنا.
اليوم لكل العمال لنا جميعا لا يمكن الا ان نردد شعارا لم يسقطه تقادم الزمن عليه " يا عمال العالم إتحدوا"


الأربعاء، 10 أبريل 2013

السلام لسوريا

مكرم كامل 


في سوريا اليوم شعب، بشر، مواطنون، رعايا، سمهم ما تشاء وما تريد، لكنهم اليوم باي أسم تطلقه عليهم يقتلون ويذبحون  ويُفجرون، على مدار الساعة،آلة القتل لم تعد حكرا على طرف أو فريق أو جهة، لم يعد الكلام عن شبيحة أو عصابات، عن نظام أو معارضة أو عن اسلاميين وممانعين، له معنى أو هدف.
في سوريا اليوم، تدمير يومي يشارك فيه كل الاطراف، دمار عبثي بدفع ثمنهكل شعب سوريا، بغض النظر عن ما يفكر فيه أو يريده هذا الشعب، الكلام اليوم عن تحديد موقفنا من الصراع السوري، كمن يختار بين أمرين احلاهما مر بل حتى يصعب التحديد أيهما أمر من الاخر.
سوريا اليوم تأكل نفسها، ومساندة أي من الاطراف المشاركة في هذا القتل اليومي تحت أي مسمى هو جريمة بحق انفسا، وبحق هذا الشعب الكريم والاصيل الذي تطحنه الحرب الأهلية التي لم تعد ثورة ولم ممانعة، جربنا في لبنان كيف أكلت الحرب الاهلية على مدار خمسة عشر عاما كل مشاريع التغيير والأفكار الثورية  والاحلام الكبيرة، وجعلتها نهبا للموت والتقسيم والطائفية، حتى انقلبت كل تلك المشاريع إلى ضدها.
ليس علينا أن نهلل للموت في سوريا من اي مكان جاء، فهو لن يبُقي على شيء غير الدمار، ولن ينتج عنه غير دولة ممسوخة ممتنعة عن محيطها وعن نفسها، السلم بأي ثمن والخيار الحر للشعب بعيدا عن كل هؤلاء المتاجرين بسوريا من ممانعين وثوريين ومتطرفين .

الجمعة، 5 أبريل 2013

الرجل الرجل تمام سلام

مكرم  كامل 

لبنان اليوم في ظروف قد تكون الاكثر استثنائية في تاريخه، كل هذه الظروف الاقليمية والدولية الضاغطة، والوضع الداخلي المتفجر، والظروف الاقتصادية المنهارة إن كان بسبب الفساد الذي بنخر كل المؤسسات في الدولة أم بسبب الحرب الدائرة في سوريا  ، وتأثيرها المباشر على المعيشة والتجارة، وغياب اي خطة لاستيعاب النازحين.
الوضع العربي والتغيرات الجذرية التي تعصف في كل مكان بتأثيراتها السلبية والايجابية، الانظمة التي تسقط وغيرها التي تحاول أن تهيمن او تحل مكانها.
كل ذلك يضعنا أمام ضرورة تغيير وتعزيز وطننا، لا بد أن يأتي رجل على قدر هذه المسؤليات، رجل خبر الحياة السياسية وله فيها صولات وجولات، فكان لنا هذه، وأتى تمام سلام (تخبزو بالفراح ) كما نقول في قريتنا بمعنى على الدنيا السلام على يد تمام

السبت، 30 مارس 2013

أيه في أمل

مكرم كامل 


الاخوان في مصر صحيح، ليبيا عشائر متناحرة ودولة عائبة صحيح، اليمن تراوح مكانها وشبح النظام القديم مازال حاكما صحيح، سوريا بين الحرب الاهلية والدمار والقتل وجبهة النصرة تضيع ثورتها صحيح، البحرين غائبة ومنسية وشعبها وأرضها خارج حسابات الجميع صحيح، لبنان فتنة  وفقر وضياع وموت بالتقسيط والحرب تدق بابه كل يوم صحيح، خليج عربي يستثمر نفطه في تجهيل وتأخير الدول العربية ودوله، ويدفع للفتن والحروب قدر ما يدفع للعاهرات والغلمان، تاركا شعبه يغرق في الجهل والتفاهة والتطرف صحيح أيضا.
ولكن ..
هناك أمل لان الزمن يمشي قدما، ومخاض التغيير صعب دونه عقبات ومراحل كثيرة، ولأن كثر هم شبابنا الذين يؤمنون أن الغد ملكهم ولهم، ولأن الخوف أصبح عملة قديمة لم تعد تصلح لحكمنا .

الأحد، 24 مارس 2013

من الشارع وإلى الشارع

مكرم كامل 


وكأن هذا "الطرح"* الذي نعيش فيه والذي نظنه دولة، كان ينقصه استقالة الحكومة، غياب للأمن، فلتان للحدود في كل اتجاه ولكل من أراد، جيش عاجز عن محاصرة لحية فكيف بصاحبها وجماعاته، معلمون بلا دخل يكفيهم، جامعات تصيطر عليها عشائر وعصابات، موظفون تموت أسره بلا مدخول الرشوة، فقر وغياب حقوق ولاجئون نحرض ضدهم وعليهم، مخيمات وتجمعات مهمشين تحاصر المدن وتكبر كل يوم  وتستقبل أسرا جديدة، شقق تبلغ اسعارها ما يقارب سعر قصر على الشواطئ الفرنسية، يخوت ومطاعم تشبه الف ليلة وليلة، وحيتان مال يتسابقون الى لائحة اغنياء العلم  .
غابت عن هذه الدولة حكومة، كسقوط ثمرة تين في غابة استوائية، لا احد منا أسف ولا أحد منا عناه الموضوع، الا بقدر ما طبلت وزمرت وسائل الاعلام الناطقة بلسان ممويلها من رجال المال وطامعي السلطة المتكالبون على حصص في التشكيلة الجديدة.
نحن الذين تعودنا أن لا دولة في هذه الدولة ولا نظام ولا مرجع، لا تعنينا الحكومات على تغيرها طالما ليست منا وليست لنا فكلها تكون علينا مختلفة في كل شيء الا سلبنا وإفقارنا وهضم حقوقنا.
 اليوم حصل ما لم يكون ممكنا من قبل، عمال واساتذة وطلاب ومهمشون، يحتلون الشارع، معا يصرخون ويطالبون، ليس بينهم من سأل او أهتم عن طائفة الخطيب او الناطق بإسمهم بقدر ما اهتم لفحوا الكلام وأحقية المطالب.
اليوم توحد كثيرون في الشارع دون خوف ودون حسابات مسبقة من أجل حق من حقوقهم، وقد نجحوا،وأثبتو أن بهم قوة تغير وتتعاظم بقدر ثقتهم بانفسهم وأستمرارهم في النضال سويا.
 بناء المستقبل من هذا الشارع، من أزقة الفقر والتهميش والقهر، وكلنا مطالبون اليوم بالبناء على هذا الانجاز وتطويره  وتعميمه ليصبح حالة عامة، ليصبح الوطن هو الشارع، ولتنبثق الدولة من هذا الشارع الذي وحده يمكنه أن يقودنا الى دولة ناسف فيها على حكومة استقالة أو نطمح فيها الى حكومة تتشكل . 

* الطرح : هو الولد او الكائن  الذي يولد قبل اكتماله 

الثلاثاء، 19 مارس 2013

انها على عتبة بابك


 مكرم كامل

يعيش لبنان اليوم أحد اخطر مراحله،بل الاخطر بعد انتهاء الحرب الاولى أي حرب  ما قبل الطائف، والحرب الاولى تستدعي مباشرة فكرة أن  هناك ثانية، والواقع أنه رغم عدم رغبت الجميع في خوض غمار حرب أهلية جديدة لا نعرف إلى أين ستودي، إلا أن الواقع والاحداث وتطور الامور يوشي أننا قد بدأنا فعلا هذه الحرب.
ولمن تخنه الذاكرة، أو من لم يعايش بداية الحرب الاولى ولا اطلع على تاريخها، وإلى من يعلم أو عايشها ويجري مجرى النعامة لا يريد أن يرى ما حوله،  اذكركم أن حروبنا السابقة لم تبدأ بجيوش  ومحاور وخطوط تماس، بل كانت كما ترونه يحصل الان، توتر هنا وخطف هناك وتسلح للطوائف، وتصعيد للخظاب المذهبي والطائفي من على المنابر، ,إستدعاء الخارج مشاكلا وقوى الى صراعاتنا الداخلية،تحميل الغير خاصة الفلسطيني أو السوري تبعات مشاكلنا الداخلية الاقتصادية ، تدهور الاقتصاد وزيادة الفوارق الاجتماعية.
  ألا ترون، إن الحاصل اليوم هو بداية الحرب وأننا نعيد نسج نفس الاحداث ولو بفارق في توزيع القوى والمذاهب ،مستبدلين الاسلامي- المسيحي، بالسني -الشيعي.
من يحذر من حرب قادمة، لا تخف ولا تحذز الحرب ليست قادمة إسترح، الحرب حصلت انها هنا على عتبة بابك .

الاثنين، 18 مارس 2013

مزيد من الامن ، مزيد من المشاكل



 مكرم كامل

تتزياد  الحوادث المتنقلة على طول وعرض الاراضي اللبنانية، إلا التي تحكمها طائفة واحدة، او يهيمن عليها فريق قوي، أما باقي المناطق المختلطة نوعا ما فهي عرضة لكل أنواع التوتر الذي نراه في ازدياد مساحتا وتواترا
والمخيب للأمل هو الحديث المكرر عن ضرورة الحل الامني ، ودور الجيش وقوى الامن في ضبط الوضع، مع أن أبسط قواعد السياسة والادارة تفرض علينا تخفيف الحل الامني وتعزيز الانماء الاجتماعي، وهو ما تتجاهله كل من الحكومة ومعارضيها، الكل ينادي اليوم بمزيد من الحلول الأمنية متجاهلين الاف المطالبين بتحسين ظروفهم المعيشية والتي وحدتهم ولغت كل الفوارق بينهم .
هنا في الشارع حيث الكل ينادي من أجل حياة كريمة متناسين او على الاقل مؤجلين كل خلافاتهم من اجل وطن أكثر كرامة، هنا ومن هنا فقط يمكن ان يبنى الوطن .

الأحد، 17 مارس 2013

لا وقت للوقت


 مكرم كامل


الوقت هو كل ما نملك، وهو ما لا نملكه ابدا،نحيا بين حرب واخرى، نسرق الايام قبل هروبها، والخوف يلاحقنا، فلا نحن نصل ولا هو يتخلف عنا.
مع كل فصل وكل استحقاق وكل عثرة هنا او هناك، يصرعنا الوقت، تمديد تجديد مهل دستورية وقانونية، ونحن نُستهلك بينها، وتمضي ايامنا على وتيرة قلق وتقطيع وقت 
الوقت نملكه لنضيعه، نسخر من الثورات، نسخر من التخلف الذي يحيطنا وننسى اننا غرقنا فيه، الوقت كل ما نملك كي نضيعه بلا ندم 
الوقت سيف ليس في ايدينا

الأربعاء، 13 فبراير 2013

الانتخابات عيد يأي حال عدت ياعيد

مكرم كامل 

من جديد الانتخابات، ومن جديد نفس المشهد المكرر، قانون مفصل على قياس الطبقة الحاكمة يعطي بعضهم ويحرم الأخر حسب موازين القوى، دون أن ينال الشعب منه شيء، من جديد ضخ طائفي ومذهبي ومناطقي استعدادا لشحن نفوس الناخبين وإرجاع من شرد منهم بفعل الزمان أو المكان إلي قطيع الطائفة أو المنطقة، ومن جديد أصحاب المال والسلطة ومن دار في فلكهم هم من سيشكل المجلس العتيد دون أي تغيير جوهري يذكر، اللهم إلا اسم هنا أو هناك ليس له وزن ولا تأثير أُلحق بالركب إرضاء أو مصلحة لحزب سياسي متكالب على كرسي في المجلس يبرهن فيه انه على قيد الحياة السياسية.
لا يهم ما هو قانون الانتخاب الذي سيقر، ولا يهم حجم الكتل النيابية ولمن هي في نظام ودستور مفصل على قياس فئة معينة،  هي الوحيدة التي لا تعاني من الطائفية وإن كانت ابرز الداعين لها لا يحكمها إلا المال ومصالحها المشتركة ، هذه الفئة ليست حتى اشخاص محددين وإن كانوا هم ذاتهم مستمرين عبر الزمن، لكنهم في الحقيقة استمرار لمصالح طبقة محددة تستمر في امتصاص خيراتنا وتعبنا وإن بدلت أسماؤها أو طوائفها، وهي باقية مستمرة طالما نحن مستمرين في الخضوع لقوانينها ودستورها  وطريقة حكمها.
ستأتي الانتخابات قريبا وسيكون القانون الانتخابي بأي شكل اقر متناسبا مع مصلحة هذه الطبقة الحاكمة من كل اطرافها، ومن المؤكد أيضا انه لن يراعي مصالحنا ومعاناتنا ومشاكلنا ولن يكون لنا فيه حصة أو دور 
لكن من حقنا أن ننتخب ومن واجبنا او ننتخب لكن ليس لزاما علينا أن ننتخبهم أو نعطيهم أصواتنا صوتنا له تأثيره أذا احترمناه ولم نفرط، وحتى لا نكون سلبيين مقاطعين فلنضع صوتنا في الصندوق ورقة حمراء تقول لهم أننا رافضون لكم جميعا ونرفع في وجهكم بطاقتنا الحمراء لتخرجوا من مساحة وطننا نهائيا