السبت، 14 أبريل 2012

ما بعد الثورة ، ما قبل الدولة

مكرم كامل 

مما لا شك فيه ان أي تغيير في الدول العربية لن يكون إلي الاسوء، والسبب عقم وتخلف ما كنا فيه بحيث يصعب ولو اردنا أن نصل إلى ما وصلت له الأنظمة العربية من تخلف وتخاذل، لكن ما يلوح في افق ما بعد الثورات العربية لا يرقى إلى الحد الأدنى المطلوب للخروج من دائرة التخلف والمراوحة والتخاذل، ويبدو أنه لا مناص من المرور بمرحلة انتقالية قد تقصر أو تطول حسب الكثير من الظروف المحيطة بكل دولة، هذه المرحلة الانتقالية سيحكمها التطرف دون منازع، ليس لأنه يملك الحل أو لان الشعب يرى فيه تمثيلا له، بل لأنه وبكل بساطة يملك طرحا ما ولو عقيما.

إن غياب أي بدائل أو طروحات واضحة لدى القوى السياسية الليبرالية أو اليسارية، وبعدها وانفصالها عن قاعدة جماهيرها وحتى مهادنة بعضها للأنظمة السابقة، أوصلها اليوم إلي الوضع التي هي فيه بحيث جاءت مشاريعها متأخرة وسلبية بمعنى أنها في أغلبها رد على الهجمة الاسلاماوية والتطرف أكثر منها كمشروع متكامل .

ما بعد الثورة شعوب متعطشة للتغير والحرية والعيش بكرامة، تريد الأمن والغذاء والطبابة والتعليم وعدم الخوف من المستقبل، شعوب عرفت ولمست قدرتها على التغيير وأحداث الفرق ، لكن هناك طريق طوية من الثورة إلي الدولة طريق قد تكون أخطر وأطول وأصعب من الثورة بحد ذاتها، الدولة كما يجب أن تكون وكما يرديها الشعب كل الشعب هو مهمة ثور الميادين اليوم، وهي مهمة لا تنتهي أبدا    


هناك 3 تعليقات:

  1. الثورة حقيقةً, تنبع من صلب الحرمان والظلم والطغيان, وإنتهاك حقوق الشعب وحالات اللامبالاة بمصالحه وأمنه, والحقيقة تقول بأن وطننا لبنان في أمس الحاجة لتغيير يطال كل رموز الفساد وإنتشالها من الجذور ورميها بعيداً, لأنهم كلقطط بسبع أرواح.
    أما الشعوب العربية والخليجية خاصة, فحقوقهم محفوظة, إلا أن القيود لا زالت تكبل حرياتهم في التعبير والمواضيع السياسية, فمن اليسير أن تعيش وتتمرح, لكن المستحيل أن تنطق بالحقيقة تجاه أحد العائلة المالكة,وهنا سؤال يطرح نفسه: من منا بحاجة اكثر الى إحدى تقنيات الثورة؟؟!!!

    ردحذف
    الردود
    1. ليس صحيحا ان الشعوب الشقيقة في الخليج تحيا حياة كريمة او ان حقوقها محفوظة، الفقر والبطالة في السعودية مثلا مخيفة كل دولنا العربية تحتاج الى ثورات وبكل الطرق

      حذف
  2. مما لا شكّ فيه هو أنّ الدول العربية برمّتها تحتاج لتغيير جذريّ و أولّها دول الخليج العربي. فمثلما تاجر نجلي الرئيس مبارك بأموال الشعب المصري يبدو لنا واضحا أنّ أولياء العهد في السعودية يحذون الحذو نفسه و ذلك عندما نرى فضائح الأمراء و الأميرات السعوديات و ما ينفقنه من أموال لا تعد و لا تحصى في دول مثل فرنسا و أميركا أو حتى لبنان.

    أتمنى أن تنتهي هذه المرحلة المريرة و أن لا ينتصر التطرّف فيسحق الثورة ! مصر اليوم محجبة و من يدري من التالي؟! أنا لست ضدّ كونها هكذا و لكني أكره اللون الواحد و هذا هو هدف الثورة..

    hibastudio.blogspot.com

    ردحذف