الأربعاء، 1 مايو 2013

..إتحدوا

مكرم  كامل
 
 
 
الاول من أيار، يوم واحد في السنة مفترض أنه عيد للعمال، لكن العيد بمفهومه هو إحتفال وتكريس لحدث جميل أو انجاز كبير، نتذكر فيه قدرتنا على التغيير أو الفرح او نسترجع ذكرى لحظة أ و مرحلة أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم من رقي وتتطور، أما عيد العمال اليوم هو ابعد ما يمكن عن العيد، وفي كل أصقاع الارض، حتى الانجازات القديمة التي حققها العمال بتضامنهم - ومنها العمل 8 ساعات- أكلتها الماكينة الرأسمالية في دولها الصناعية الكبيرة قبل بلداننا، العمال اليوم في كل ماكن ينزفون عرقهم كل يوم أكثر فأكثر من أجل اعلاء  وتكريس ثروات قلة، قلة لم تعد كما كانت قديما مجرد أفراد أو حكام أو دول، هذه القلة اليوم فوق الحدود وعابرة لها، أقوى من الدول الانظمة والملوك  ومسيرة لها، أكثر صلابة وتجزرا من كل الايديلوجيات، هي اليوم شركات عالمية دول من المال والمصالح لا يهمها عدد البشر أو الضحايا أةو الفقراء الذين تنتجهم من أجل ازدهار أعمالها، تصنع الحروب فنكون نحن العمال وقودها وضحيتها، تعيد اعمار ما هدمته فيكون على حسابنا وعرقنا واكتافنا.
اليوم نحتاج إلى صناعة يوم جديد للعمال، يوم نعيد فيه رسم الصورة والعلاقة من جديد داخل مجتمعاتنا، اليوم نحن بحاجة أو نكون عمالا عالميين كما هي الشركات التي تستغلنا وتستبيح عملنا وتعبنا، عدونا الحقيقي ليس العامل الاخر الاكثر فقرا وقهرا منا، ليس الغريب الجائع الهارب من ظلم إلى ظلم، ليس من يزاحمنا على لقمة نحن وهو محرومون منها، بل عدونا هو من يحرمنا جميعا حقنا في تعبنا، من حق اطفالنا في  العلم والفرصة المتساوية من أجل صناعة مستقبلهم، من العمل الكريم والعادل مقابل العيش الكريم، عدونا نحن أنفسنا الذين نقتل بعضا بعضا فقراء وعمال، بدل توجيه قوتنا مجتمعة الى عدونا جميعا،اصحاب المال والسلطة والشركات المصارف ،الذين كلما زاد إقتتالنا في ما بيننا زادت قوتهم وثروتهم وقدرتهم على التحكم بنا.
اليوم لكل العمال لنا جميعا لا يمكن الا ان نردد شعارا لم يسقطه تقادم الزمن عليه " يا عمال العالم إتحدوا"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق