الأربعاء، 20 أبريل 2011

بري ينعي الخرافي

رحل الخرافي، فمن هو هذا الرجل الخرافي فعلا؟
بكل بساطة هو واحد من الجيل الجديد من مصاصي الدماء في العالم العربي، نوع اكثر خطرا لانه اكثر علما ومعرفة في اساليب الاستغلال للشعوب عبر الحدود وعابرا للدول، وخير دليل على ذلك انه استطاع ان يحول المليار الذي ورثه عن والده الى 14 مليار دولار عبر شركات ومصانع على امتداد العالم العربي، وهذا الانجاز بقدر ما يظهر براعة هذا الرجل في عالم الاعمال يبرز ايضا قدرته  المخيفة على نهب عرق الناس وتعبهم والاستيلاء على خيرات الشعوب، ليس في الكويت وحدها حيث هناك الكثير من الاسئلة حول علاقته بالنظام الحاكم والفساد، بل وصولا الى دول عربية كثيرة ابرزها واخطرها مصر 
والاخطر في مسيرة الخرافي ليس  الجانب الاقتصادي فقط، بل قدرته على تسويق مشاريعه الاستثمارية التي تستعمل اليد العاملة المصرية الرخيصة مثلا، والمواد الاولية المتوفرة بدعم من النظام السابق، على انها بهدف انساني تنموي من اجل المصريين ورخاء وازدهار مصر، رغم ان هذه المشاريع حققت له ارباح خيالية وضاعفت ثروته.
ولا بد عند الحديث عن رحيل هذا الاخطبوط ملاحظة مقال الرئيس المخضرم للمجلس النيابي اللبناني نبيه بري، والذي اتحفنا بنعي يدمع العين ويبكي القلب ، كيف لا فنحن في لبنان لم نتعود الموت ولا المصائب، مرتاحون لدرجة اننا نسينا غدر الزمن وترصد الموت لنا نحن الفانون من البشر، ورحيل الخرافي لا بد ان يترك اثرا كبيرا في نفوسنا يستحق ان يحرك قلم الاستاذ، الذي قلما يتحرك الا في الحدث الجلل حيث يفيض علينا بنعم الحكم 
رئيس ما كان يسمى بحركة الحرومين ينعي واحدا من اكثر المسببين للحرمان عبر الاقطار العربية، يخبرنا عنه كانه بطل من الروايات الرومنسية، رجل قل ان نرى  له مثيلا في الانسانية والعطاء
لماذا وكيف تحرك كل الاعلام حزنا عليه حتى وصل الى بري ذاته، الذي لم تحركه كل كوارث هذا الوطن ومشاكله - وهو جزء اساسي منها - ليكتب وينور شعبه الحبيب باراءه 
وفي واقع الحال جواب السؤال معروف اليسوا كلهم من نفس  الطغمة الحاكمة عبر المال والسياسية، يوحدهم المال والفساد ونهب الخيرات، ومن الطبيعي ان يحزنوا على بعضهم وعلى انفسهم حين يدركون ان لا وقت كافي لهم لجمع كل المال من جيوب الناس 
واليس ايضا من الواجب محابات الورثة ليعرفوا من هم حلفاء الراحل والاكثر حقا في الاستمرار مع خلفاءه،خوفا من عتب او حرمانا من مصلحة 
هي كثيرةالاسباب التي تدعوا الى حزنهم، لكن المحزن فعلا قطيع الناس الذي ما زال يؤمن انه يفدي الاستاذ بدمه لانو وحده نصير المحرومين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق