الأربعاء، 2 مارس 2011

التغيير ممكن

لبنان على خارطة التغيير، كثيرون لبوا الدعوة وتظاهروا، كان جيل الشباب حاضرا بقوة وفعالية، فكانت الخطوة الاولى نحو حلم التغيير في لبنان
البعض فرح وتضامن من الشرفات وهو مشكور، وكنا نتمى ان يكونوا معنا في الشارع لكن ربما المطر الغزير والطراقات المحفرة الموحلة خففت من حماسهم للمشاركة، الا ان الايام قادمة اذا اردوا 
البعض الاخر سخر او تمنى ان نحقق ما ندعوا اليه لكنه واثق ان كل هذا الضجيج ليس منه فائدة، وان النظام اللبناني لا يمكن تغييره على اساس ان الشعب تعود ومرتاح لذلك، او على الاقل غير مبالي 
الكثير قيل وسيقال عن ما يمكن ان نحققه، وهناك الكثيرون ايضا لن يكتفوا بالقول بل سيحاولون عرقلة ما نقوم به ومحاربتنا وبشراسة، فهذا النظام الممتد الى المتصرفية عمقا في تاريخ لبنان، يؤمن مصالح طبقة حاكمة قوية ومتمرسة في التعاطي مع الشعب ومطالبه وحقوقه ، وهي استطاعت الصمود في ظروف صعبة جدا، بل في كثير من الاوقات استطاعت تحقيق مكاسب جديدة على حسابنا 
اليوم هناك ظروف عربية عامة مشجعة وانظمة عربية تنهار تباعا، انظمة ظنها البعض لا تهتز ولا يمكن التفكير في زوالها، ولذلك انعكاس على الشارع العربي كله، ولبنان بكل خصوصيات نظامه ليس بمختلف عن باقي الانظمة العربية المهترئة والقائمة على امتصاص خيرات الارض والبشر من اجل مصلحة حفنة حاكمة او من يدور من حولها
وان كان هناك من يشكك في امكانية التغيير في لبنان متعللا ان الوضع السيوديموغرافي يفرض طبيعة معينة من التعاطي مع الشؤون الداخلية وامكانية تغييرها، فالرد البديهي ان المشكلة الاساس هي في هذه الخاصية السلبية والمطلوب منا كمجتمع ومناضلين من اجل التغيير هو القضاء على هذه التركيبة واقصاء القائمين عليها من قوى سياسية واقتصادية 
قد يكون الطرح متفائلا او حالما لكن التغيير ممكن في لبنان، بل هو اقرب من اي بلد اخر لان الوضع اللبناني رغم التكاذب الاعلامي والمظاهر الخادعة، مهترئ ومتعفن من الداخل والنظام اللبناني من داخله منهار على نفسه ،وما يحميه هو مجرد مصالح القائمين عليه، والمتعاملين معه على اساس انه شركة مساهمة لهم يتقاتلون على حصص الاسهم فيه بعيدا عن اي حصة للشعب ، وبالتالي لا يوجد في لبنان اي قوى عسكرية او امنية قادرة على لجم قوى التغيير حين تنطلق، بل الخطر الحقيقي علىنا يتمثل بالاطراف المحيطة بالنظام اللبنانية والمستفيدة منه والتي تلعب على الانقسام المذهبي والطائفي كما العادة من اجل حماية مصالحها 
الخطر الحقيقي الذي سيواجهنا اولا هو التعصب الذي كرسه هذا النظام ومن حوله عند شرائح من المجتمع اللبناني والتي يمكن تحريكها في مواجهة اي تغيير ولو كان فيه مصالحها 
ام الخطر الثاني فهو متمثل في محاولة بعض هذه القوى ركوب موجة التغيير واستخدامها في وجه خصومهم السياسيين في لبنان وتحويل الصراع ضدهم الى صراع داخلي بين قوى السلطة نفسها 
 ثالثا تخاذل بعض القوى اليسارية والعلمانية المتجهة نحو المهادنة منذ فترة طويلة مضت والتي تحاول اقتطاع حصة لها في هذا النظام، وتاثيرها على بعض الشباب سلبا وتحويل مسارها ضد حركة التغيير او على الاقل وقفها على حياد مما يحرم التحرك من بعض الزخم المتمثل في اعدا لا باس بها لدى هذه القوى التي من المفترض ان تنضم الى حركة التغيير وتذوب فيها 
 رابعا المجتمع المدني اللبناني المخترق بشكل كبير من اجهزة ودول منها محلي واقليمي وحتى دولي ، ولا يغيب عن احد كمية الجمعيات المدنية المشبوهة او المرتبطة بشكل مكشوف بسفارات ودول خارجية مما بفرض علينا التنبه والتعامل بحذر شديد مع الافكار والطروحات الكثير التي يمكن أن  يكون لها تأثير سلبي على طبيعة التحرك ، خاصة انه في صلبه يعتمد على  هذا المجتمع المدني وحراكه 

لكن رغم كل هذ المحاذير التغيير ممكن في لبنان وقريب وشباب لبنان اليوم امام حقيقة قاسية وخيار كبير اما ان ينخرطوا في حركة التغيير من اجل مجتع حر وعادل او يكونوا جزء من حروب وقهر وذل تعودنا عليه ويعدنا به هذا النظام عبر تاريخه الاسود الطويل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق