الأربعاء، 9 مارس 2011

بين مشروع طائفي واخر طائفي

يغيب النقاش ثم يعود بعد حين ، وتعلو الاتهامات من جديد، هذا خائن والثاني عميل، هذا يحقق مشروعا ايرانيا وذلك ينفذ "اجندة" اميركية، عود على بدء بين فريقي الحكم في لبنان
وحتى لا نسخف الصراع القائم اليوم على الساحة اللبنانية، ونعتبره مجرد صراع داخلي، لا بد من الاقرار ان هناك مشروعين كبيرين في المنطقة -على الاقل في المرحلة السابقة للثورات العربية- يتمحوران حول المصالح الاميركية من جهة والتدخلات الايرانية المدعومة من بعض الدول الكبرى -ابرزها الصين- من جهة اخرى، يتجلى هذا الصراع بشكل واضح وحاد في لبنان لخاصية الوجود الشيعي والجوار مع سوريا احد اقطاب المواجهة للمشروع الاميركي في المنطقة ( في حدود ما)، هذه الظروف الخارجية التي تجد لها حلفاء ومؤيدين على الساحة اللبنانية تشكل احد العناصر الهامة في الصراع الدائر على السلطة في لبنان 
لكن مع اخذنا بعين الاعتبار ان المتخاصمينهما فعلا على طرفي نقيض في ما يخص مشارعيهم السياسية الاستراتجية والمرتبطة بالعوامل الخارجية، الا ان حراكهم السياسي الداخلي وما يقدمونه من طروحات سياسية واقتصادية لا يتعدى كونهما وجهين لعملة واحدة 
وبنظرة موضوعية الى تكوين الكتلتين، لن نحتاج الى كبير برهان وعميق تفكير لنستنتج انهما شكل واحد في التكوين وفي الخطاب الطائفي ، وفي حرصهم على بقاء لبنان وصيغته الطائفية المتخلفة متماسكا وقويا
اليوم وفي خضم الوضع العربي المتفجر، وانعكاسه على لبنان -ايجابيا حتى الان- من المفيد الحرص على وضوح الرؤية وتحديد المخاطر في تركيبة النظام السياسي الطائفي اللبناني ومن يحميه.
نحن اليوم امام حركة جدية  يقودها الشارع اللبناني من اجل اسقاط النظام الطائفي، ومن اجل دولة مدنية ديمقراطية عادلة تحترم المساواة، وعلى الاقل توزيع شبه عادل للثروة، وسنتواجه بالتاكيد مع قوى الامر الواقع التي ستحاول حماية مصالحها، اما عبر  المواجهة او الدخول ضمن اللعبة واسقاطها من الداخل، وقد برزت بعد الاصوات من اركان اساسية في هذا النظام الطائفي تعلن دعمها وتايدها للتحرك ؟؟ وهي تعرف بشكل واضح انه موجه اليها والى مصالحها 
الخوف ان تستطيع بعد هذه القوى بما تملكه من امكانات لوجستية وتجييش لشارعها الطائفي، ان تحرف او تتدخل في تحركات الشباب الرامية في الاساس الى اسقاط هذه القوى ذاتها ونظامها الطائفي
مما لا شك فيه ان من حق اي جماعة دينية كانت ام مدنية ان يكون لها احزابها ومجموعاتها ، لكن لم يعد من المقبول ان تهيمن الطوائف واحزابها على الحكم في لبنان، دون امكانية حقيقية  في تداول السلطة ضمن نظام عادل يضمن لها ولغيرها من القوى اللبنانية على اختلافها، المشاركة في السلطة ضمن نظام حضاري مدني، يحترم حق الجميع بعيدا عن اي تمييز او حقوق لطرف ما على حساب اخر
وكل هذا لا يستقيم دون اصلاح اقتصادي جدي يضمن للناس حقوقهم - ولا اغالي اليوم في توقع اي تغيير جذري-  على الاقل تصحيح قوانين العمل لكل العمال والعاملين في لبنان، من اجل ضمان الحد الادنى من الكرامة والحقوق 
اليوم نخوض معركة تخص كل اللبنانيين بمن فيهم المتمسكين بطوائفهم والمتعصبون لها، فالعدو هو النظام الطائفي والضحية عموم الشعب اللبناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق