الجمعة، 4 فبراير 2011

لا تدعوهم يسرقوا ثورتكم

اليوم برهن شباب مصر انهم عازمون على تكملت الثورة ، وما احتشادهم في ساحات المدن المصرية في ساحة التحرير وغيرها الا تعبيرا عن عدم الرضوخ لكل المحاولات التي قامت بها اجهزت النظام السابق - وهو نظام ساقط مسبقا - والاصرار على اسقاطه نهائيا وبشكل رسمي، وهو امر اصبح مفروغا منه ويقين عندهم وما هي الا فترة قبل ان نراه يتهاوى امام هذه الثورة العظيمة .
لكن .. الخطر الكبير القادم -وهو نقطة ضعف هذا التحرك من يومه الاول- ما ستؤل اليه الحالة بعد سقوط وذهاب مبارك، خاصة انه من الواضح ان القوى الدولية من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانبا بشكل خاص يعملون بجد وقوة على تجيير نتائج ما يحصل الى حركات سياسية قريبة منهم او على الاقل الحفاظ على كل المكاسب الاستراتيجية والامنية والعسكرية التي حققوها خلال عهد مبارك، وتتمحور اهتماماتهم حول ثلاثة محاور اساسية
اولها تامين قناة السويس التي تعتبر الشريان الاساسي والحيوي لاوروبا واميركا خاصة لما تمثله من اهمية كبيرة لنقل النفط، وقد شكل موضوع القناة المحور الاساسي في المفواضات التي جرت مع الجيش وبعض الشخصيات المقربة من المعارضة، ومن الواضح في غمرة كل ما يحصل ان القناة تم تحيدها واستمرت بالعمل دون اي مشاكل تذكر، ويمكننا رصد الكثير من الانباء التي يثتها المحطات العربية والاجنبية التي تحدثت واكدت على ان وضع القناة سليم وغير متأثر بما يحصل في الشارع المصري.
ثانيا اسرائيل، وهو موضوع هام جدا اليوم في ظل تقدم الاخوان المسلمين ولعبهم دور اساسي في ما يحصل على الساحة المصرية، والخوف من ان يكون لهم حصة كبيرة ومؤثرة في التركيبة الجديدة ، وبالتالي فتح الخطوط على غزة في اضعف الاحتمالات وصولا الى طرح فك الارتباط مع اسرائيل والغاء الاتفقات في بينهما، وهذا يمثل خط احمر بالنسبة للنظام الاميركي والمجموعة الاورو بية.
ثالثا الملف الامني والدور الكبير التي لعبته مصر في المرحلة السابقة في ضبط الايقاع الامني في المنطقة عموما ، ويمكن رصد الدور الكبير التي مثلته مصر خلال التوترات في لبنان والسودان، وغياب هذا الدور سينعكس سلبا على الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، خاصة في مواجهة ما يسمى دول المواجهة.
هذه الاسباب مجتمعة تزيد من مخاوف سرقة ثورة الشباب في مصر، وتجعلنا في ريبة من ان يتم المساومة عليها من قبل بعض من اسقطوا على التحركات، ومن الاخوان المسلمين حيث يشكلون في واقع الامر القوة الاكثير تنظيما بين القوى المتحركة على الارض.
المراهنة اليوم على وعي الشباب المصري وعدم قبوله بانصاف الحلول، لان بامكانه الحصول على كل ما يريد، انتم اليوم أصاحب القرار، فلا تدعوا احدا يسرق ثور تكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق